أكدت النائبة زهرة البجاري في حديث أن “استمرار التدخل الأميركي في الملفات الداخلية للعراق يمثل خرقاً صارخاً للسيادة الوطنية وتجاوزاً واضحاً على القانون الدولي”، مشيرة إلى أن “محاولات واشنطن التأثير على الاتفاقيات والعلاقات التي يعقدها العراق مع دول أخرى تعد تدخلاً سافراً لا يمكن القبول به”، وشددت على أن “العراق بلد مستقل ولا يقبل بأي وصاية خارجية، والحكومة مطالبة باتخاذ موقف أكثر صلابة لحماية القرار الوطني”.من جانبه، اتهم المحلل السياسي علي فضل الله الولايات المتحدة بمحاولة “مصادرة القرار والسيادة العراقية عبر أدواتها الدبلوماسية”، مبيناً في تصريح أن “الخارجية العراقية بدت مقصرة جداً في مواجهة هذه الانتهاكات، بل وكأنها جزء من المشروع الأميركي من خلال غض النظر عن تحركات السفيرين الأميركي والبريطاني اللذين يمارسان دوراً تخريبياً داخل البلاد”. وأضاف أن “تجاهل الحكومة لهذه التصرفات يشجع القوى الغربية على التمادي في خرق السيادة، وهو ما يشكّل خطراً على مستقبل القرار الوطني المستقل”.استمرار التدخل الأميركي في الشأن العراقي لم يعد مجرد تجاوز عابر، بل بات تهديداً حقيقياً لبنية الدولة واستقلال قرارها السياسي، وهو ما يستدعي وقفة وطنية موحدة تتجاوز الحسابات الضيقة والخلافات السياسية. فالشعب العراقي الذي دفع ثمناً باهظاً من دمائه وسيادته، لن يقبل بأن تُدار بلاده من خلف الكواليس أو تُصادر إرادته الوطنية بأدوات دبلوماسية مريبة.