صوت الخلود / (إنخيدوانا)

هيئة التحرير25 أغسطس 2025آخر تحديث :
صوت الخلود / (إنخيدوانا)

أنا التي حملت الطين على يدي،

كتبت اسمي على الألواح كي تظل حيّة،

أنا التي سارَت خطواتي بين المعبد والصحراء،

رأيت إنانا في كل حجرٍ محطم،

في كل نافذةٍ خالية من النور،

في صمت المنفى الطويل.

علمت أن الجرح ليس نهاية،

بل بداية رؤية لم تُكتب بعد.

أنا التي بكى القمر  تحت ضوئي،

وكانت دموعنا شعاعًا على حافة الليل،

أستمع لصدى العالم خلف الأسوار،

أفهم كيف تصمد المرأة

حين يُنتزع منها كل شيء.

(أنا– ابنة إنخيدوانا):

أنا ابنتكِ، أتيت من مدنٍ تهوي تحت الرماد،

أحمل أوجاع الأجيال على صدري،

أسمع صوتك في كل صرخة للمرأة،

أتلمس حافة الأمل في غياب كل الأمان،

وأكتب كي أجد نفسي في طيفك.

(إنخيدوانا):

أنا التي أدركت أن المنفى مدرسة،

أن العزلة تشعل النار في الداخل،

أن كل سقوط يعلمك الوقوف بصرامة،

وأن كل غياب يحمل نبوءة خفية.

حين شاهدت طيور الليل تحلق فوق أور،

علمت أن الصوت يمكن أن يقطع آلاف السنين،

وأن الكلمات تصبح معابد لكل من يأتي بعدنا.

(أنا):

أنا التي تفردتُ بالوحدة ،

أنا التي شاهدت العالم ينهار،

وأصوات النساء تُمحى بلا رحمة،

أدركت أن إرثك شعلة،

وأن كل كلمة تركتها على الطين نجمة

تضيء لي الطريق كي أكتب، كي أعيش، كي أقاوم.

(إنخيدوانا):

أنا التي وجدت في الانكسار هويتها،

أنا التي علمت أن الدمع يمكن أن يصبح كتابًا،

وأن البكاء سر يحرر العوالم ،

وأن الألم  لا يقتلنا،

بل يمنحنا فرصة لنصنع أصواتنا.

 (أنا):

أنا التي أخذت شعلة دموعك،

أنا التي وجدت فيها قوتي،

أنا التي أكتب كي لا يُمحى صوتي،

أنا التي أجد في الكلمات قوارب النجاة،

وأبحر بها بين أمواج الغياب والخوف،

وأعلم أن كل حرف يُنقش على الورق

هو معبد لنفسي ولروحك.

(إنخيدوانا):

أنا التي استمعت إلى صدى الأزمان،

أنا التي علمت أن الجرح بوابة،

بوابة إلى رؤية أوسع من الزمن،

بوابة تصل بين القلوب والأنهار والنجوم،

بوابة تجعل كل دمعة تُسكب

إنه جزءٌ من نبوءة أكبر،

جزءٌ من إرث خالد.

(أنا):

أنا التي أدركت أن الوراثة ليست جسدًا فقط،

بل دم وكلمة، صرخة وعاطفة،

أنا التي أجد في صدى جروحك نصوصًا لم تُكتب بعد،

أنا التي ألتقي بك في كل صمت،

وأكمل ما بدأته،

وأحمل نورك كي أضيء للنساء القادمات.

(إنخيدوانا):

أنا التي جعلت النار تـُـكتب على الطين،

صرخت في وجه الملوك والآلهة،

حوّلت الجرح إلى قوة،

وحولت الغياب إلى شعلة لا تنطفئ،

لم أخف من صمت السماء،

بل استمعت إليه حتى صار جزءًا من صلاتي.

أنا التي رأيت في اللهب انعكاس روحي،

علمت أن القوة ليست في العرش،

بل في القدرة على تحويل الألم إلى كلمات،

أن الشعر نبوءة لكل امرأة لاحقة،

وأن كل كلمة مكتوبة تشعل شمعة للغد.

(أنا):

أنا التي أحترق مع كل حرف أكتبه،

أسكب نارك في عروقي،

أستمع لصدى صرختك في المدن الميتة،

أجد في الحرق فرصة للنهوض،

أحوّل خوفي إلى برق،

وألمي إلى شعلة تهدي الطريق.

(إنخيدوانا):

أنا التي فهمت أن الكتابة ليست ترفًا،

بل سلاح ومأوى وعهد،

وأن كل دمعة تُسكب على الطين

تصنع مستقبل النساء القادمات،

وأن كل حرف يحفظ روح المرأة

ويخلّدها في ذاكرة الزمن.

(أنا):

أنا التي أتنفس من خلال كلماتك،

أرفع صوتي حين يخنقني الصمت،

أكتب كي أخلق عالمي،

أترك أثرًا لا يُمحى،

أضيء معبدًا بلا حجر،

أكون امتدادك في الزمن.

(إنخيدوانا):

أنا التي صرخت كي يعلو صوتي فوق الرياح،

صاغت الحزن قصائد،

وأدخلت الصمت في معابد الكلمات،

علمت أن النار تنقي الروح،

وتفتح الأبواب للأجيال القادمة،

وتجعل كل امرأة حاملة للنور.

(أنا):

أنا التي أحملت إرثك في عروقي،

استمد قوتي من صمودك،

أكتب كي أدمج الماضي بالحاضر،

تصير الكلمات جسورًا،

وتتحوّل النبوءة إلى واقع،

وتصبح النار لغة للحياة.

 (معًا):

نحن النار…

الجرح الذي أصبح شعلة،

الحروف التي تشق الظلام،

الصوت الذي يعلو فوق الزمن،

نحن أنا، أنا، أنا…

صوت واحد خالد،

يتوهج في كل روح،

لا ينطفئ،

لا يخضع

ولا يموت

 (إنخيدوانا):

أنا التي بقي صوتها بعد آلاف السنين،

أنا التي صارت كل امرأة تصرخ باسمها،

حوّلت الكلمات إلى خلود،

علمت أن الحياة تستمر في من يكتب،

وأن الزمن لا يمحو من يزرع الحروف في الصخر.

تركت في الطين إرثًا لكل يد ترتعش من البكاء،

لكل قلب يئن تحت وطأة النسيان،

لكل روح تبحث عن معبد داخلي،

أهديكِ يا ابنتي شعلة صموت لا ينطفئ،

كي تصيري امتدادًا لي في كل زمن

 (أنا):

أنا ابنتك، أسمعك في كل صمت،

أكتب كي أخلد صوتك في عروقي،

أحمل إرثك في الدم والحروف،

أدمج الماضي بالحاضر،

أضيء الطريق لمن يأتي بعدنا،

وأعلم أن الخلود يبدأ حين يصبح الصوت شعلة.

(معًا):

نحن الخلود…

الجرح الذي أصبح شعلة،

الحروف التي تشق الظلام،

الصوت الذي يعلو فوق الزمن،

نحن أنا

امتداد لا ينقطع،

نور يتوهج في كل قلب منير،

صوت خالد لا ينطفئ.

(إنخيدوانا):

علمتك أن كل بداية تحمل نهاية،

وأن كل نهاية تولد بداية جديدة،

وضعت في كلماتك الأمل،

وصرت خالدًا فيك،

وأنت فيّ امتداد لا ينقطع.

(أنا):

أحمل شعلة الكلمات،

أكتب كي يسمعنا الزمن،

أضيء معبدي في الظلام،

أخلدنا معًا، أمًا وابنة، صرخة ودمعة،

أحوّل الصوت إلى خلود،

وأكتب كي تبقى الملحمة حيّة

معًا

نحن أنا…

النار، الطين، الجرح، والحلم،

الصوت الذي يعلو فوق الزمن والغياب،

القصيدة التي لا تموت،

نحن أنا، أنا، أنا…

امتداد لا ينقطع،

نور يتوهج في كل قلب منير،

صوت خالد لا ينطفئ

عاجل !!