هرول المسؤولون العراقيون إلى بئر زمزم أنقرة، كلٌّ يحمل ملف “الإطلاقات المائية” يتوسلون، ولا يفاوضون.وظهر أسعد العيداني هناك، فيما حقيبته لا تختلف كثيرًا عن عبوات مياه مغلفة بشعارات انتخابية.طابور الحجيج، إلى أنقرة، من محمود المشهداني، إلى غيره من السياسيين ممن عادوا بنفس “الابتسامة السيادية” لا تفتح حنفية.ولا حاجة للتذكير بأن الرحلات هذه، وإن كُتبت تحت عنوان “المياه”، إلا أن ما تحت السطور أوضح: أرصدة تُضخ، وعقارات تُشترى، واتفاقيات لخدمة الجيوب قبل الأنهار.المقترح هو إرسال سياسيين “سُنّة” فقط، لأن أنقرة تُصغي لهم أكثر من الشيعة.كليشيهات زوار انقرة متشابهة: “تفاهم عميق”، “لقاء مثمر”، “استجابة إيجابية”، بينما دجلة والفرات في موتٍ سريريٍّ طويل.لا عراقي يشرب من جملة: “اتفاق وشيك”. ولا أحد يسقي زرعه من بيان ختامي.