حَيّوا الصُّمودَ / حمد الراشدي

هيئة التحرير1 يوليو 2025آخر تحديث :
حَيّوا الصُّمودَ / حمد الراشدي

حَيّوا الصُّمودَ

حمد الراشدي

حَيّ الصُّمودَ وحَيّها ” إيرانا ”  نِعْمَ الصَّنيعُ تَجاوزَ الإيوانا

قالوا: الْحِمايةُ أمْرُها مِنّا لَنا  لا مِنْ غَريبٍ حالفَ الشَيْطانا

جَعَلوا العُلومَ سجيّةً وعزيمة   فِكْرا وفِعْلا يَرْفَعُ المِيزانا

وبَنَوُا مصانعَ للسلاح عظيمة غِيْظَ العدى منها وجنّ عِيانا

حَتّى إذا اسْتَجْرَا الْعَدَوَّ لِغيْلَةٍ والرَّدُّ وافىٰ ما اسْتَفاقَ كِيانا

دُكَّتْ وُكورُ البَغْي فيها دُبِّرَتْ كُلُّ المَكايد تَنْشُرُ الطُّغيانا

وتَرى العُداةَ عَقيمَةً أسْماعُهُمْ  هَلَعٌ دَهاهُمْ واسْتَحَلَّ جَنانا

دَرَجوا عِياذًا بالغُرورِ تَكَبُّرًا  فَهَوَوْا على صَلَفٍ وصارَ هَوانا

ولِذا الحِسابُ جَرى، تَكونُ لِوَقْتِها  عُدَدٌ تَرُدُّ الكائِدينَ حُزانى

حتّى انْتضتْ وتَأسَّدَتْ بِنِصالِها  نُكِستْ رُؤوسُ الْمُعْتَدينَ ذِعانا

فتَدافَعوا فَرَقًا (1)  بلا أرْضٍ تَقي  كلّ السَّماءِ تَحَوَّلَتْ نِيرانا

وبَدَتْ حقيقةُ مَنْ على زِيْفٍ طَلى  لِمهابَةٍ، خَزَفٌ تَحَطَّمَ آنا

شَرِبَ الصّهايِنَةُ الْكُؤوس مريرة  مُلِئِت زُعافًا للسّموم عِفانا

وبِغيرِ مَنْ عَلُّوا شرابًا مِثْلَهم  مِنْ مُجْرمينَ لَمَا بَغَوْا بُهْتانا

وبَنُو الأصافرَ ليس يُنسى جُرمهم  وبما طَغَوْا واستدمروا الأوْطانا

كُلُّ المَقاصِد يَسْتَبينُ سَبيلُها  وإذا عَزِمْتَ فلن تَعودَ خِبانا (٢)

وإذا عَرفْتَ لِمَنْ يُعادي مَوْجِعًا  فَلَهُ تُعِدُّ ولا تُريهِ لَيانا

إنْ كانَ مِنْ أمْرٍ يُرادُ لِأُمَّةٍ  فَهوَ التّوافُقُ لا يَسوسُ سِنانا

ولقد تَوَفَّرَ كُلُّ أمْرٍ جامِعٍ  أرْضًا وخيْرًا يَزْدهي ألْوانا

وعلى المرابعِ فالُهُدى مُتَكَفِّلٌ  بُعُرى التَواصُلِ لا يُضِيْعُ بيانا

عَرَبًا وتُرْكًا والجِوارَ بِفارِسٍ  جَمَعَ الهُدى – قوما – وباكِستانا

والدَّوْرُ حانَ لذي البلادِ تَمَكُّنًا  وبها الحضارةُ أزْهَرتْ أزْمانا

وبها التّمايزُ لِلْبناءِ تَقَدُّمًا  عِلْمًا ومالًا لا يَضيقُ قِنانا ( ٣ )

وهُمُ جَميعًا في امْتِدادٍ واحِدٍ  أرْضًا وبَحرًا عُمِّرَتْ سُكّانا

وهُمُ جميعًا لِلتَّقَصُّدِ عُرْضَةً  ومِنَ التَّآمُرِ قُطِّعوا شِريانا

ماذا إذا اتَّحدُوا مسيرًا واحِدًا  وتكامَلوا ، وبذا بَنَوْا سُلْطانا ؟

أوَيَجْرُأ المُحْتالُ غَزْو عَرَينِهم  أوَيُؤْخَذوا مِنْ غَفْلةٍ فرْدانا ؟

عَرَفَ العُداةُ مِنَ البِدايةِ سِرَّها  فتَوَغَّلَ الإسْفينُ حَيْثُ أَبانا (٤)

لَعِبَ التَّعَصُّبُ والتَّمَذْهُبُ دَوْرَهُ  شَقَّ الصُّفوفَ وصَدَّعَ البُنْيانا

أوَليْسَ لِلْمُتَكَبِّرينَ حُلُوفُهُمْ ؟  أوَليْسَ هُمْ مَنْ زَعْزعوا الأركانا ؟

في كُلِّ قُطْرٍ ما اسْتكانَ لِظُلْمِهم  ومَضى يَحوزُ تَقَدُّمًا ومَكانا

إلاّ إليْهِم كُلُّ ظُلْمٌ راجِعٌ  فهُمُ الطُّغاةُ وما ذَرَوْا إنْسانا

أَيَشُقُّ مِنْ أجلِ الحقُوقِ تَعاوُنٌ  أمْلى الزّمانُ كتابةً ولسانا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١-  فَرَقًا  :  خَوْفًا

٢-  خِبانا   : انعطافًا

٣- القنان : الجزء الذي يغطي اليد من اللباس ، كناية عن اليد .

٤-  أبانا  :  أحَدَثَ بَيْنًا أي فُرقة.

عاجل !!