في المرحلة التالية من المفترض أن تنضم السعودية لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة بسبب الرأي العام داخل المملكة
ترامب سيكون وسيط اللقاء بين الشرع ونتنياهو وترامب سيكون وسيط اللقاء بين الشرع ونتنياهو
من المحتمل أن تنجح السعودية لاحقا بجلب أقرب حلفائها باكستان ثاني أكبر دولة مسلمة أما بالنسبة لباكستان فالأمور أكثر تعقيدا
وفقا للخطط الموضوعة في القدس وواشنطن فإن كل ذلك من المفترض أن يحدث خلال النصف سنة إلى السنة القادمة هدف طموح ومتفائل للغاية
واجه ترامب أيضا قضيتين فدراليتين إحداهما تتعلق بمحاولاته المزعومة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي خسرها أمام الديمقراطي جو بايدن
وكالات / النهار
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن بلاده “مهتمة” بتطبيع علاقاتها مع سوريا ولبنان، مؤكدا أن هضبة الجولان السورية المحتلة ستبقى “جزءا لا يتجزأ” من إسرائيل في أي اتفاق سلام محتمل.وتزايد الحديث عن لقاء محتمل بين الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، في حدث غير مسبوق بوساطة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.وأكد ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس أن “إسرائيل مهتمة بتوسيع نطاق الاتفاقات الابراهيمية ودائرة السلام والتطبيع (في المنطقة)”، مضيفا “لدينا مصلحة في ضم دول جديدة، مثل سوريا ولبنان إلى هذه الدائرة، مع الحفاظ على المصالح الأمنية والجوهرية لدولة إسرائيل”. وشدد ساعر على أن إسرائيل لن تتخلى عن الجولان السوري الذي احتلت أجزاء واسعة منه في حرب عام 1967 وضمّتها في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.وقال “إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان قبل أكثر من 40 عاما، وفي أي اتفاق سلام، سيبقى الجولان جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.وجاءت تصريحات ساعر، بعد حديث الحاخام الأميركي أبراهام كوبر، نائب رئيس “مركز سايمون فيزنتال” اليهودي، عن “احتمال عقد لقاء مستقبلي بين الشرع ونتنياهو ممكن “إذا تدخل ترامب شخصيا”. وذلك بعد زيارته للعاصمة دمشق ولقائه الشرع.وأضاف الحاخام “إذا تعهد ترامب للرئيس السوري بمساعدته في إعادة إعمار سوريا، فإن كل شيء يصبح ممكناً، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، وكشف أنه ناقش مع الرئيس الشرع مبادرات للتعاون بين سوريا وإسرائيل في مجالات المياه والزراعة وكذلك تحديد مصير المفقودين من الطرفين.وأضاف أن الشرع قدّم رؤية لسوريا موحدة بجيش واحد ومساواة في الحقوق، مشيرا إلى أن الشرع “إسلامي ولكنه مثير للاهتمام ويمكن الحوار معه”، معتبرا أن “قدرته على تنفيذ هذه الرؤية ستكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة”.وتابع كوبر “هناك مساران محتملان لتحسين العلاقات بين سوريا وإسرائيل، الأول محلي يشمل خطوات لخفض التوتر عبر لقاءات دبلوماسية وعسكرية، والثاني دولي سريع يتطلب دعوة مباشرة من ترامب لكلا الزعيمين للجلوس في واشنطن في حال تعهد ترامب للشرع بمساعدته في إعادة إعمار بلاده، فإن كل شيء ممكن”.كما أكد أنه “طرح على الرئيس السوري مبادرات للتعاون مع إسرائيل في مجالات المياه، الزراعة، وتحديد مصير المفقودين”. وشكر الحاخام الأميركي الشرع لمساهمته في نقل أرشيف الجاسوس إيلي كوهين لعائلته، وطلب مساعدته في إعادة رفاته.ونوه كوبر بأن الشرع أكد له رغبته في السلام، ولكنه يرى أن “حل النزاع مع إسرائيل هو أولوية”.وجاءت الزيارة قبيل انطلاق عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية ضد إيران، تمت بمشاركة القس جوني مور المقرب من ترامب، بعد لقاء سابق في نيويورك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ما مهد الطريق للوصول إلى دمشق.وقالت “القناة 14” العبرية إن خريطة الطريق التي وضعها نتنياهو وترامب للتطبيع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القريبة القادمة، تبدأ من سوريا وتركيا. وأضافت القناة العبرية أنه وفي الأسابيع الأخيرة أُحرز تقدم ملحوظ في المحادثات مع النظام الجديد في دمشق.ويفهم في تل أبيب وواشنطن أن الرئيس السوري أحمد الشرع أقل اهتماما بإنهاء الحرب في غزة وأكثر اهتماما برفع العقوبات الأميركية عن بلاده. وصرح مصدر سياسي “الشرع لم يتحول إلى صهيوني لكن المصالح هي التي تملي عليه مسار خطواته”.وتوضح القناة أنه وفي هذه الأثناء يسعى الأميركيون إلى ربط التطبيع مع سوريا أيضا بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا.وتشير “القناة 14” العبرية إلى أنه وفي المرحلة التالية من المفترض أن تنضم السعودية لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة بسبب الرأي العام داخل المملكة.وبحسب مصادر في تل أبيب، فإن انتهاء الحرب من المتوقع أن يحدث خلال الأشهر القريبة سواء عبر حسم عسكري أو من خلال صفقة استسلام من جانب حماس.وفي حال انضمت السعودية، فالمتوقع هو التحاق إندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم بالمملكة، والتي انتخبت فيها مؤخرا حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو.ومن المحتمل أن تنجح السعودية لاحقا بجلب أقرب حلفائها باكستان ثاني أكبر دولة مسلمة. أما بالنسبة لباكستان فالأمور أكثر تعقيدا، سواء بسبب التيارات الإسلامية القوية داخلها أو بسبب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والهند، وحالة الحرب أو التوتر الشديد بين إسلام آباد ونيودلهي.واختتمت القناة بالقول “على أي حال، وفقا للخطط الموضوعة في القدس وواشنطن فإن كل ذلك من المفترض أن يحدث خلال النصف سنة إلى السنة القادمة هدف طموح ومتفائل للغاية، لكن في ظل التغيرات السريعة والدراماتيكية في المنطقة خاصة بعد سقوط إيران، كل شيء وارد”.
………………………..
وفي صعيد متصل قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة “لن تتسامح” مع مواصلة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتهم فساد، بعد رفض القضاء تأجيل المحاكمة.وكتب ترامب على منصة “تروث سوشال” التابعة له “تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنويا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا”.ورفضت محكمة إسرائيلية الجمعة طلب نتانياهو إرجاء الإدلاء بشهادته في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة بحجة أن طلبه “لا يوفر أي أساس أو تبريرا مفصلا لإلغاء جلسات الاستماع”.وفي إحدى القضايا، يحاكم نتانياهو وزوجته سارة بتهمة تلقي هدايا فاخرة من أشخاص أثرياء تشمل مجوهرات وزجاجات شمبانيا وعلب سيغار تزيد قيمتها عن 260 ألف دولار، مقابل تقديم خدمات سياسية.كما يواجه نتانياهو في قضيتين أخريين تهمة محاولة التفاوض مع اثنتين من وسائل الإعلام الإسرائيلية للحصول على تغطية صحافية أكثر ملاءمة له.ونفى نتانياهو ارتكاب أي مخالفات ووجه الشكر إلى ترامب لدعمه إسرائيل في حربها مع إيران التي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا الأسبوع.وكان رئيس الوزراء طلب الخميس عبر محاميه، إرجاء الإدلاء بشهادته في الجلسات المقررة خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في ضوء “التطورات الإقليمية والعالمية” عقب الحرب بين الدولة العبرية وإيران.وانبرى ترامب للدفاع عن نتانياهو، معتبرا القضايا التي يلاحق بها بأنها “مطاردة ساحرات”.وفي منشوره السبت، وصف ترامب رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه “بطل حرب” ومحاكمته من شأنها تشتيت انتباهه عن المفاوضات مع إيران ومع حماس.وكتب ترامب أن “هذه المحاكاة الساخرة لـ”العدالة” سوف تتداخل مع المفاوضات مع إيران وحماس”، دون أن يكون واضحا ما هي المفاوضات التي يشير إليها مع إيران.وقارن الرئيس الأميركي محاكمة نتانياهو بالملاحقات القضائية التي واجهها هو نفسه قبل فوزه بولاية رئاسية ثانية. وقال ترامب “إنها مطاردة ساحرات سياسية، تشبه إلى حد كبير مطاردة الساحرات التي أجبرت على تحملها”.وتمت إدانة الرئيس الجمهوري ب34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية في مايو/أيار 2024 في قضية دفع أموال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية.
وواجه ترامب أيضا قضيتين فدراليتين إحداهما تتعلق بمحاولاته المزعومة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 التي خسرها أمام الديمقراطي جو بايدن.
بدوره يواجه نتانياهو انتقادات عديدة بسبب طريقة إدارته للبلاد، واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت أن نتانياهو “يجب أن يترك منصبه” على رأس الحكومة، ووصف إدارته للبلاد بأنها “كارثية”.
وقال بينيت في مقابلة مع القناة الثانية عشرة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الحالي “في السلطة منذ 20 عاما… إنه وقت أطول من اللازم، هذا ليس صحيا”، وأضاف “إنه يتحمل… مسؤولية ثقيلة عن الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي” و”يجب أن يرحل”.
وساهم بينيت أثناء تزعمه حزب “اليمين الجديد” في الإطاحة بنتانياهو من السلطة في 2021 بعد اثني عشر عاما متتالية على رأس الحكومة. لكن ائتلافه الهش مع الوسطي يائير لابيد، زعيم المعارضة حاليا، لم يصمد سوى عاما واحدا.
ولم يترشح بينيت بعد ذلك في الانتخابات المبكرة التي أسفرت عن عودة نتانياهو إلى السلطة بفضل الدعم من أحزاب يمينية متطرفة ودينية متزمتة.لكن يبدو منذ أشهر أن نفتالي بينيت يستعد لعودة سياسية، وتشير عدة استطلاعات للرأي إلى أنه في وضع يسمح له بهزيمة نتانياهو في حال إجراء انتخابات.وفي مقابلته تحدث رئيس الوزراء السابق بإسهاب عن الحرب الأخيرة مع إيران. وقال إن قرار مهاجمة الجمهورية الإسلامية “كان جيدا جدا” و”ضروريا”، لكن الهجوم الإسرائيلي ما كان ليُنفذ لولا أنه هو من وضع أسسه خلال فترة رئاسته للحكومة لمدة عام اعتبارا من يونيو/حزيران 2021.وفي ما يتعلق بالحرب في غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على إسرائيل، اعتبر بينيت أن “أداء (الجيش الإسرائيلي) في غزة استثنائي” لكن “الإدارة السياسية للبلاد… كارثية”.وأضاف أنه “في ظل عجز الحكومة عن اتخاذ قرار” فإنه يقترح “التوصل إلى اتفاق شامل على الفور (يتيح) إطلاق سراح جميع الرهائن” الذين ما زالوا محتجزين في غزة و”ترك مهمة القضاء على حماس للحكومة المستقبلية”.وفي معرض تهربه من الإجابة على عدة أسئلة حول نواياه في حال الإعلان عن انتخابات، قال بينيت إنه “ليس في صدد إعداد القوائم”.وتنتهي الدورة التشريعية الحالية في نوفمبر/تشرين الثاني 2026، لكن من الممكن إجراء انتخابات مبكرة قبل ذلك التاريخ.
كما سارعت وزارة الاعلام السورية الأحد لنفي صحة ما تداولته بعض وسائل الاعلام عن احباط الجيش السوري والمخابرات التركية محاولة لاغتيال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في نفي يشير إلى حساسية مثل هذه الأخبار وتأثيرها على الوضع العام وعلى استقرار لايزال مفقودا بعد أقل من عام على اطاحة فصائل سورية معارضة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر بوزارة الإعلام قوله “لا صحة لما تم تداوله من قبل عدة وسائل إعلامية عن إحباط الجيش العربي السوري والمخابرات التركية محاولة لاغتيال الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته لدرعا”.وجاء ذلك ردا على ما تم تداوله حول تدبير خلية من داعش يترأسها شخص من درعا اعتقله الجيش السوري قبل يوم من زيارة الشرع للمدينة.ومن بين وسائل الاعلام التي نشرت خبر احباط محاولة لاغتيال الشرع، صحيفة “لوريان لو جور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية التي قالت نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الرئيس السوري الانتقالي تعرض لمحاولتي اغتيال على الأقل منذ توليه الحكم في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، مؤكدة أن اخرهما كانت في مارس/اذار الماضي حين كان الشرع في زيارة لدرعا.ومع أن الأمر لا يبدو مستبعدا في ظل وضع أمني هش في سوريا وعلى ضوء وجود فصائل معادية للشرع أو جماعات متطرفة، فإن إشاعة تعرض الرئيس السوري الانتقالي الذي كان يتزعم قبل توليه الحكم، هيئة تحرير الشام، لمحاولة اغتيال تحمل تداعيات خطيرة ومتعددة الأوجه، سواء على الساحة السورية أو الإقليمية وذلك بغض النظر عن صحة الإشاعة من عدمها.وانتشار مثل هذه الإشاعة من شأنه أن يثير قلقاً واسعاً داخل مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، خاصة في إدلب، مما قد يؤدي إلى حالة من عدم اليقين والفوضى.وإذا كانت هناك شكوك حول الجهة المسؤولة عن الاغتيال (حتى لو كانت إشاعة)، فقد يؤدي ذلك إلى توترات أو حتى اشتباكات بين الفصائل المتنافسة داخل المنطقة، أو بين أجهزة الأمن التابعة لهيئة تحرير الشام وبين عناصر يُشتبه في ولائهم.وستسعى أطراف مثل النظام السوري وحلفائه (روسيا وإيران) وداعش، وربما فصائل معارضة أخرى، إلى استغلال هذه الإشاعة أو الحادث الفعلي لزيادة الضغط على السلطة الانتقالية.وسواء كانت الإشاعة صحيحة أم لا، فإن مجرد انتشارها يوحي بوجود ثغرات أمنية خطيرة في حماية الشرع مما قد يقوض صورة القوة والسيطرة التي تسعى السلطة الجديدة لإظهارها.