في حي الغدير وسط النجف فوجئ أطفال وشباب أكاديمية الغدير بتحويل جزء من ملعبهم الوحيد إلى مشروع جامع من قبل الوقف الشيعي دون توفير أي بديل رياضي، فالملعب الذي كان مساحة للتدريب وتفريغ الطاقات وممارسة الرياضة أغلق دون سابق إنذار، ما دفع الأطفال إلى التعبير عن غضبهم وخيبتهم، وحذر مدير الأكاديمية سعيد الكرعاوي من القرار بعد أن تقلصت المساحة المخصصة للتدريب إلى النصف تقريباً.
تفاجأنا بتكسير أسيجة الملعب وإزالة العشب ووجدنا أن المكان مغلق، وصدمنا بالأمر وبعد إبلاغ البلدية تبين أن الأمر يتعلق بدائرة الوقف، وبعدها تواصلنا مع الوقف وسألناهم ما الذي حصل فأخبرونا بأنهم ينوون بناء جامع في الموقع.
نحن نعلم أن الوقف يعد أعلى جهة دينية معنية بالشؤون الدينية ولكن هل من المقبول دينياً أن نبعد الشباب عن ممارسة أنشطتهم بحجة بناء جامع؟.. أليس من المفترض أن نرعى هؤلاء الشباب ونوفر لهم بيئة سليمة اليوم مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي حيث يتعرض الشباب للكثير من الانحرافات مثل تعاطي المخدرات والانجرار خلف سلوكيات خطيرة لا يعلم مداها إلا الله.
إذا كان الوقف الشيعي هو الجهة المتصرفة في هذا القرار فهو من حيث لا يدري يتسبب في إبعاد هؤلاء الشباب عن أماكن تجمعهم الصحيحة ونحن لا نرفض بناء المساجد بل نؤيدها ولكن يجب أن يكون هناك توازن، فلا يمكن أن يبنى المسجد على حساب مصلحة الشباب ومستقبلهم.