نيويورك تايمز: ترامب بدا منتصراً بعد الهجمات.. لكنه فتح الباب أمام المجهول مع إيران

هيئة التحرير22 يونيو 2025آخر تحديث :
نيويورك تايمز: ترامب بدا منتصراً بعد الهجمات.. لكنه فتح الباب أمام المجهول مع إيران

عقل ترامب المفكر ستيف بانون: الشعب الأمريكي لن يتسامح مع هذا  الإملاء السياسي لنتنياهو وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولية خياراتها دون الاعتماد على امريكا

جيمس ماتيس: لا تنتهي الحرب حتى يقول العدو إنها انتهت قد نفكر في الأمر لكن في الواقع للعدو صوت

الحدس السياسي هو أن إيران ستضرب بقوة هذه المرة، وإن كان جزئيًا، في محاولة إعادة إرساء الردع

يبدو أن المتفائلين مثل نتنياهو يعتقدون أنه والولايات المتحدة قادرون على إنهاء البرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني.

دخلت امريكا الحرب الإسرائيلية ضد إيران بإعلان ترامب تنفيذ هجوم ناجح للغاية استهدف 3 مواقع نووية الأبرز في إيران هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان

السلطات الايرانية نقلت احتياطيات اليورانيوم المخصب من المراكز النووية ولم يتبق هناك أي مواد من شأنها أن تسبب الإشعاع وتضر بالمواطنين

لندن / النهار

أشار المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف إلى الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، قائلًا إنها خلقت ثلاثة أمور غير معروفة. وقال: إن الرئيس ترامب ادّعى تحقيق “نجاح عسكري باهر” في تدمير ثلاثة مواقع في إيران: “سنرى إن كان ذلك صحيحًا، ومن الواضح أنه دفع أمريكا إلى حرب مع إيران، ويقر بإمكانية تصعيدها”.

وبغض النظر عن الشكوك حول الأساس القانوني لقصف إيران، يرى كريستوف أن الأمور المجهولة هي ثلاثة:

الأول، هو كيفية رد إيران على الولايات المتحدة. وقد وعد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي سابقًا بأن “الضرر الذي ستتكبده الولايات المتحدة سيكون بالتأكيد لا يمكن إصلاحه إذا دخلت هذا الصراع العسكري”.

ولدى إيران خيارات عديدة، بما في ذلك شن هجمات على قواعد أمريكية في العراق والبحرين وأماكن أخرى في المنطقة. كما يمكنها شن هجمات إلكترونية، أو ضرب السفارات الأمريكية، أو دعم الهجمات الإرهابية. ولديها خيار شل حركة التجارة العالمية من خلال إغلاق مضيق هرمز، إما جزئيًا أو كليًا. وأشار الكاتب إلى سوابق منها عام 1988، عندما أغلقت إيران المضيق، ولكن بثمن شل الفرقاطة الأمريكية “صموئيل بي روبرتس”. وكذلك ضرب القوات الأمريكية في العراق بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني عام 2020.

وعلّق الكاتب: “حدسي هو أن إيران ستضرب بقوة هذه المرة، وإن كان جزئيًا، في محاولة إعادة إرساء الردع، لكن قدرتها على ذلك قد تكون أكثر محدودية. ربما أضعفت الضربات الإسرائيلية قدرتها على تلغيم المضيق، على سبيل المثال، كما أن القيام بذلك سيعيق شحنات النفط الإيرانية إلى الصين، ما سيزعج أصدقاءها في بكين”.

وعلينا أن نتذكر ما قاله جيمس ماتيس، وزير الدفاع في ولاية ترامب الأولى، ذات مرة: “لا تنتهي الحرب حتى يقول العدو إنها انتهت. قد نفكر في الأمر، لكن في الواقع، للعدو صوت”.

أما الغموض الثاني، فهو ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد أنهت الجهود النووية الإيرانية، أو ربما سرعتها. يعتمد ذلك، جزئيًا، على ما إذا كان قصف فوردو والمواقع الأخرى ناجحًا كما ادّعى ترامب، وقد يستغرق الأمر وقتًا لمعرفة ذلك.

ولم يكن من الواضح أن قنابل خارقة للتحصينات زنة الواحدة منها 30,000 رطل كافية لتدمير جبل. وهناك اتفاق واسع النطاق على أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيكون كارثة، وسيدفع دولًا أخرى في المنطقة إلى تطوير برامجها النووية الخاصة.

لكن تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، صرّحت علنًا، هذا الربيع، بأن إيران لا تصنع سلاحًا نوويًا، مع أن ترامب تجاهل تصريحاتها.ويكمن الخطر في أن تؤدي الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران إلى أن تقرر تلك الدولة أنها بحاجة إلى أسلحة نووية. ففي النهاية، لو كانت تمتلك أسلحة نووية، لكان احتمال قصف إسرائيل لها أقل بكثير.

أما المجهول الثالث، وهو الأهم: هل هذه نهاية الصراع أم بدايته؟

يبدو أن المتفائلين مثل نتنياهو يعتقدون أنه والولايات المتحدة قادرون على إنهاء البرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني.

في المقابل، كان نتنياهو مؤيدًا قويًا لحرب العراق، وظن أنها ستُحدث تغييرًا في إيران أيضًا، لكن حرب العراق أفادت إيران. وحتى لو اختفت قدرة إيران على التخصيب، فمن غير الممكن، على الأرجح، القضاء على خبرة تخصيب اليورانيوم. لذا، إذا بقي النظام، فقد يكون هذا بمثابة انتكاسة أكثر منه نهاية للبرنامج النووي.

أما فكرة أن القصف سيدمر النظام، فلا توجد مؤشرات تذكر على ذلك. فقد استنكر المعارضون الإيرانيون، مثل نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، القصف الأسبوع الماضي، ودعوا ترامب إلى وقف القصف، لا الانضمام إليه.

وخلال زيارة الكاتب لإيران، رأى مدى عدم شعبية النظام. لقد كانت إيران- على المستوى الشعبي- تبدو دائمًا واحدة من أكثر الدول تأييدًا لأمريكا في المنطقة، وذلك على وجه التحديد لأن الحكومة هناك مكروهة للغاية بسبب الفساد والنفاق والعجز الاقتصادي.

حكومة موالية لأمريكا تبدو أقل احتمالًا بعد شن أمريكا الحرب على إيران. في الواقع، قد يبدو تغيير النظام أشبه بانقلاب متشدد أكثر من أي شيء آخر

ومن هنا، يبدو التأييد لأمريكا علامة خير، لكن حكومة موالية لأمريكا تبدو أقل احتمالًا بعد شن أمريكا الحرب على إيران. في الواقع، قد يبدو تغيير النظام أشبه بانقلاب متشدد أكثر من أي شيء آخر.

ومرة أخرى، فإن نطاق الاحتمالات هائل، وبعضها مثير للقلق. ووصف السيناتور الديمقراطي عن ولاية ميريلاند، كريس فان هولين، المخاطر على النحو التالي: “بينما نتفق جميعًا على أنه يجب ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، تخلى ترامب عن الجهود الدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، واختار بدلًا من ذلك تعريض حياة الأمريكيين للخطر دون داعٍ، وزيادة تهديد قواتنا المسلحة في المنطقة، والمخاطرة بجرّ أمريكا إلى صراع طويل آخر في الشرق الأوسط. لقد قيّمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارًا وتكرارًا أن إيران لا تصنع سلاحًا نوويًا. كان هناك المزيد من الوقت للدبلوماسية لتنجح”.

ويبدو هذا صحيحًا، كان خطاب ترامب منتصرًا، لكن من السابق لأوانه الاحتفال، ولا يزال هناك الكثير من عدم اليقين.

كما اكد الرئيس دونالد ترامب، أن الضربات الجوية الأمريكية “دمرت بشكل تام وكامل” المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، وهدد بشن المزيد من الهجمات إذا لم تذهب طهران إلى السلام.

وقال ترامب في خطاب متلفز: “إما أن يكون هناك سلام، أو ستكون هناك مأساة لإيران أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية. تذكّروا أن هناك العديد من الأهداف المتبقية”.وأضاف: “إذا لم يتحقّق السلام بسرعة، فإننا سنلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة وكفاءة”.

وأكد أنه يجب على إيران أن تصنع السلام الآن وإذا لم تفعل ذلك فإن “الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير”.

وأفاد بأن الغارات الجوية التي نُفّذت فجر الأحد، أسفرت عن تدمير كامل لمنشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران.

وأشار ترامب إلى أنه تعاون عن كثب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد ترامب أن هدف الهجمات كان “تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي يشكله النظام الأول عالميا في دعم الإرهاب”، واصفًا الضربات الجوية بأنها “نجاح باهر”.

وتابع: “هجوم الليلة كان الأصعب وربما الأكثر فتكاً. ولكن إن لم يتحقق السلام فورا، فسنتعقب أهدافا أخرى بدقة وسرعة ومهارة. ولا يوجد جيش آخر في العالم كان بإمكانه تنفيذ ما نفذناه الليلة ضد إيران”.

وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف 3 مواقع نووية الأبرز في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن الطائرات الأمريكية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على موقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام.

وأضاف: “جميع الطائرات المشاركة في العملية عادت بسلام”، واصفا الجنود الأمريكيين المشاركين بـ”المحاربين العظماء”.

وأشار إلى أنه لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم.

وقال: “الآن هو وقت السلام، شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر”.

وفي منشور لاحق تحدث ترامب أن: “فوردو انتهت” في إشارة إلى تدمير المنشأة النووية الإيرانية.

من جهتها، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن مسؤول إيراني، تأكيده أن جزءا من موقع فوردو تعرض لهجوم “بضربات جوية معادية”.

وقال حسن عبديني نائب رئيس القسم السياسي بهيئة البث الإيرانية الرسمية، إن السلطات أخلت المواقع الثلاثة قبل الهجمات.

وأضاف: “تم نقل احتياطيات اليورانيوم المخصب من المراكز النووية، ولم يتبق هناك أي مواد من شأنها أن تسبب الإشعاع وتضر بمواطنينا إذا تم استهدافها”.

في ما اعتبر مؤشرا على أن تصدعاً عميقاً يكبر داخل معسكر ترامب وداخل اليمين الأمريكي حول دور واشنطن في الشرق الأوسط، وتحديداً بشأن العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل تصاعد التوترات مع إيران، نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريراً تناولت فيه التصريحات التي أطلقها كبير المستشارين الاستراتيجيين السابقين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف بانون، والذي كان يوصف بأنه “العقل المفكر لترامب”، حينها، والتي هاجم فيها بشدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بمحاولة فرض أجندته على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خصوصاً فيما يتعلق بالصراع مع إيران.

وخلال ظهوره في برنامجه الإذاعي الشهير (في أوساط اليمين بشكل خاص) “غرفة الحرب”، وجه بانون انتقادات لاذعة إلى نتنياهو، متسائلًا: “من أنت بحق الجحيم لتحاضر على الشعب الأمريكي؟”.

بانون: الشعب الأمريكي لن يتسامح مع هذا  الإملاء السياسي لنتنياهو.. وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولية خياراتها دون الاعتماد على الولايات المتحدة للدخول في مواجهات عسكرية لا يمكنها إنهاءها

وأضاف أن الشعب الأمريكي “لن يتسامح مع هذا النوع من الخطاب أو الإملاء السياسي”، مشيراً إلى أن على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية خياراتها دون الاعتماد على الولايات المتحدة للدخول في مواجهات عسكرية لا يمكنها إنهاءها.

وأكد بانون، الذي يُعتبر من أبرز الأصوات في حركة “أمريكا أولاً” التي شكلت القاعدة الشعبية الأقوى لحملة ترامب، أن تدخل إسرائيل في التوجهات الأمريكية بشأن إيران يُهدد بإحداث شرخ داخل التحالف المحافظ، وقد يقوض احتمالات عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال بانون: “إذا تم جر الرئيس ترامب إلى هذه الحرب، فقد يكون ذلك نهاية لحركتنا. هذه ليست مزحة. هذا واقع يجب أن نواجهه بصراحة”.

وجاءت تعليقات بانون بعد تقارير إعلامية تحدثت عن موافقة ترامب سرًا على خطط عسكرية ضد إيران، لكنه لم يُصدر القرار النهائي بعد، على أمل أن تتراجع طهران عن مسارها النووي.

وفي هذا السياق، كان نتنياهو قد صرح لشبكة إيه بي سي نيوز قائلاً: “اليوم تل أبيب، غداً نيويورك”، في إشارة إلى ما يعتبره تهديدًا إيرانيًا يتجاوز حدود المنطقة، وهو ما رد عليه بانون بغضب، معتبرًا أن “إسرائيل تدفع الولايات المتحدة إلى سيناريو كارثي لا يمكنها الخروج منه”.

ولفتت “الإندبندنت” هنا إلى أن بانون اتهم نتنياهو بإفساد مفاوضات إدارة ترامب مع إيران خلال فترته الرئاسية الأولى، مشيرًا إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن يسعى إلى حل دبلوماسي، بل إلى تغيير النظام وتفكيك بنية الدولة الإيرانية”. ودعا بانون القيادة الإسرائيلية إلى تحمل مسؤولية أفعالها، قائلاً: “إذا كنتم ترون أن الهجوم على إيران ضروري، فقوموا بذلك وحدكم. كفى استخدام الولايات المتحدة كأداة لتصفية الحسابات الإقليمية”.

كما وجه بانون انتقاداته إلى وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة، وخاصة قناة فوكس نيوز، التي قال إنها تحاول التأثير على ترامب لدفعه إلى الانخراط في الحرب. وبدا أنه يلمح بشكل مباشر إلى المعلق السياسي مارك ليفين، دون تسميته، معتبرًا أنه أحد أبرز الأصوات المؤيدة للتدخل العسكري والداعمة للاحتلال الإسرائيلي دون شروط.

واتهم بانون الشبكة، المملوكة لقطب الإعلام روبرت مردوخ، بأنها “سعت إلى تهميش ترامب سياسياً، وراهنت على شخصيات أخرى مثل رون ديسانتيس ونيكي هايلي، لكنها فشلت”.

بانون: أنا من أشد المؤيدين لإسرائيل، لكن إذا استمرت في جرنا إلى حرب إقليمية، فإن العلاقة الخاصة بيننا ستكون على المحك، وقد تكون نهايتها ببساطة

وواصل بانون انتقاداته قائلاً: “إذا كان بعض المعلقين يرون أن انعزالية حركة “ماغا” ضرب من الحماقة، فليعلموا أننا لن نسمح بالتضحية بمصالحنا الوطنية في سبيل إرضاء أطراف خارجية”.

ووجه بانون انتقادات لاذعة إلى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، واصفا إياه بأنه من الأصوات الداعية الدائمة للحروب، ومتهما إياه بالضغط المستمر على ترامب للانخراط في المواجهات الخارجية.

وفي ختام حديثه٬ وجه بانون تحذيراً صريحا قال فيه: “أنا من أشد المؤيدين لإسرائيل، لكن إذا استمرت هذه الضغوط على الإدارة الأمريكية، وإذا استمرت إسرائيل في انتهاج سياسة الانفراد بالقرار وجر واشنطن إلى حرب إقليمية، فإن العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ستكون على المحك. هذه قد تكون نهايتها ببساطة”.

عاجل !!