مدح ميرتس لهجمات إسرائيل لا ينتهك فقط القوانين الوطنية والدولية، بل ينطوي أيضًا على استخدام لمصطلحات نازية
تلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران
وصفت كارولين رودريغز بيركيت رئيسة مجلس الأمن الدولي لغة سفير كيان الاحتلال ضد السفير الإيراني بأنها تفتقر للاحترام وتنتهك الأعراف الدبلوماسية المعمول بها داخل أروقة المجلس
أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تحذيرًا غير مسبوق من تآكل الديمقراطية في امريكا قائلاً إن البلاد أصبحت قريبة بشكل خطير من التحول إلى نظام يشبه الأنظمة الاستبدادية
صحف الكيان : لا يمكن استبعاد أن تلجأ إيران إلى مهاجمة جيرانها في الخليج، أو إلى إغلاق مضيق هرمز الأمر الذي سيؤثر سلباً في سوق الطاقة العالمية
برلين/ النهار
قدّم نحو 20 شخصية في ألمانيا شكوى جنائية إلى المدعي العام الاتحادي ومكتب المدعي العام في برلين، ضد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، على خلفية قوله إن “إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عنا جميعًا”، بزعم مخالفته للدستور الألماني.وجاء في بيان مشترك وقّع عليه عددٌ كبير من الشخصيات، بينهم الفنان ديتر هالرڤوردن، والكاتب ألبريشت مولر، ونواب سابقون.وأفاد البيان: “نحن نرفع شكوى جنائية ضد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، لأنه انتهك المادتين 9 و25 و26 من الدستور الألماني”.
ووفق البيان، فإن ميرتس، الذي كان رئيس مجلس إدارة شركة “بلاك روك” العالمية للاستثمار في الأسلحة قبل توليه منصب المستشار، حاول تبرير الهجمات الإسرائيلية على إيران، خلال قمة مجموعة السبع (G7)، التي عُقدت في كندا يوم 17 يونيو/ حزيران 2025، من خلال تصريحه: “هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعًا”.
وأكد البيان أن تمجيد هجمات إسرائيل يعد انتهاكًا صريحًا لميثاق الأمم المتحدة.
كما لفت البيان إلى أن مدح ميرتس لهجمات إسرائيل لا ينتهك فقط القوانين الوطنية والدولية، بل ينطوي أيضًا على استخدام لمصطلحات نازية، مشيرًا إلى أن الضابط النازي أوغوست هايفنر استخدم عبارة “العمل القذر” لتبرير الإعدام الجماعي لـ34 ألف يهودي في معسكر بابي يار عام 1942.
وخلال وجود ميرتس في كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع (G7)، سأله مراسل قناة ZDF الألمانية عمّا إذا كان يدعم قيام إسرائيل بـ”العمل القذر”.
وقال ميرتس: “أشكرك على استخدام مصطلح العمل القذر. هذا هو بالضبط ما تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعًا. نحن أيضًا نتأثر بالنظام الإيراني، إذ يجلب الموت والدمار للعالم، من خلال حزب الله، ومن خلال حماس في 7 أكتوبر داخل إسرائيل. لولا النظام في طهران، لما كان ذلك ممكنًا أبدًا. كما أنها تزود روسيا بطائرات مسيّرة. نعم، هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل هناك”.
ومنذ 13 يونيو الجاري، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، عدوانًا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ترد طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وتلوح في الأفق مخاطر توسيع الصراع مع تقارير غربية وعبرية عن إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في عدوانها على إيران، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا خلالها طهران إلى الاستسلام دون أي شروط، ولوّح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي.
كما أعربت كارولين رودريغز بيركيت، رئيسة مجلس الأمن الدولي لشهر حزيران/يونيو والممثلة الدائمة لدولة غيانا، عن اعتراضها الشديد على اللغة التي استخدمها سفير كيان الاحتلال الإسرائيلي، داني دانون، ضد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، ووصفتها بأنها تفتقر للاحترام وتنتهك الأعراف الدبلوماسية المعمول بها داخل أروقة المجلس.وقالت بيركيت: “أود أن أنتهز هذه الفرصة لأُذكر جميع الدول الأعضاء بأن هذا اجتماع رسمي، وبالتالي يجب علينا جميعاً الالتزام بطبيعته واستخدام اللغة المناسبة، وتجنب الهجمات الشخصية على أي من الحضور”.وكان السفير الإسرائيلي داني دانون قد شن هجوماً شخصياً عنيفاً على السفير الإيراني، خلال جلسة مجلس الأمن اليوم الجمعة، واصفاً إياه بأنه “ذئب في ثياب دبلوماسي”، مستخدماً لغة حادة منذ بداية كلمته وحتى نهايتها. واستهل مداخلته بالقول: “قبل أن أبدأ، كيف تجرؤ على الدعوة إلى جلسة لمجلس الأمن بحثاً عن التعاطف؟ كيف تجرؤ على القدوم إلى المجلس لتطلب من المجتمع الدولي أن يحميك من جدول أعمالك الدموي؟ هل لديك أي نوع من الخجل، أنت والمرشد خامنئي الذي يدعو علناً إلى تدمير إسرائيل والولايات المتحدة؟”.
وواصل دانون هجومه المباشر على السفير الإيراني قائلاً: “كيف لهذا السفير أن يدافع عن نظام الإرهاب ثم يأتي إلى هنا ليلعب دور الضحية؟ إنه كالذئب الذي يهاجم الراعي الذي يدافع عن قطيعه”. ثم خاطب إيرواني قائلاً: “هل تؤيد يا سيد إيرواني تدمير إسرائيل، العضو في الأمم المتحدة؟ هل تؤيد محاولات نظامك لقتل قيادات منتخبة في إسرائيل؟ إن لم تؤيد ذلك، فقلها صراحة. نحن ننتظر. سيد إيرواني، أنت لست ضحية، ولست دبلوماسياً. أنت ذئب وتدعي أنك دبلوماسي”.
وأطلق الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، تحذيرًا غير مسبوق من تآكل الديمقراطية في الولايات المتحدة، قائلاً إن البلاد أصبحت “قريبة بشكل خطير” من التحول إلى نظام يشبه الأنظمة الاستبدادية.
وخلال فعالية في مدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت، شدد أوباما على أن الديمقراطية الأمريكية “ليست مضمونة بذاتها”، بل تعتمد على التزام حقيقي من المسؤولين الحكوميين، لا سيما القضاة وموظفي وزارة العدل، وكل من أقسموا على احترام الدستور، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن المبادئ الليبرالية التي بُنيت عليها الديمقراطية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية “تتعرض لتهديد حقيقي ممن هم في مواقع السلطة اليوم”، محذرًا من أن ما يجري “يشبه أكثر فأكثر نماذج استبدادية مثل النظام في هنغاريا تحت قيادة فيكتور أوربان”.
وأضاف أوباما: “لم نصل بعد إلى تلك المرحلة بالكامل، لكننا نقترب منها أكثر مما ينبغي. الخطر الحقيقي هو أن يصبح هذا النمط من الحكم أمراً طبيعياً ومقبولاً”.
ودعا الرئيس الأسبق المواطنين والمسؤولين إلى اتخاذ موقف واضح من هذا المسار، قائلاً: “علينا أن ننهض ونقول: لن نسمح لأنفسنا بالسقوط من على الحافة، لأن العودة ستكون شديدة الصعوبة”.
وختم بالتأكيد على أن “الوفاء الحقيقي للمبادئ الدستورية يُختبر في الأوقات العصيبة، وليس عندما تكون الأمور سهلة”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”المرحلة الحرجة” التي تمر بها الديمقراطية الأمريكية.
فيما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقرر ما إذا كان سينضم للحرب في غضون أسبوعين، يرى ميخائيل هراري، باحث إسرائيلي ودبلوماسي سابق، أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، وربما اليومين المقبلين، وهو ما يؤثر في مصير المواجهة مع إيران.
في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، يقول هراري إن إسرائيل هي التي تقود المواجهة العسكرية المباشرة حتى الآن، بدعم أمريكي مهم وواسع، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، لكن من وراء الكواليس.
هراري: يجب على ترامب أيضاً أن يأخذ التاريخ الأمريكي في الاعتبار، والذي لم يكن لطيفاً مع الرؤساء الذين أظهروا تورطاً مفرطاً وناشطاً في مناطق مختلفة من العالم
ويضيف: “يبدو كأن الرئيس ترامب في حالة تردد الآن، ويتساءل عمّا إذا كان الوقت قد حان للانضمام إلى المواجهة، وخصوصاً إن كان هذا التدخل كفيلاً بأن يضمن نصراً يُنسب إليه ويُسجل في تاريخه. يجب على ترامب أيضاً أن يأخذ التاريخ الأمريكي في الاعتبار، والذي لم يكن لطيفاً مع الرؤساء الذين أظهروا تورطاً مفرطاً وناشطاً في مناطق مختلفة من العالم. الحرب العالمية الثانية هي استثناء طبعاً، ويجب أن يكون هذا واضحاً للجميع”.
أوكرانيا مقابل إيران
في موضوع الصراع الداخلي بين الأيديولوجيا الانعزالية والطموح إلى النجاح التاريخي، يقول هراري إن ترامب معروف بنزعته الانعزالية، لكن احتمال تحقيق نجاح مذهل- وربما الفوز بجائزة نوبل للسلام- قد يدفعه إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً. وبرأيه، فإن النجاح الإسرائيلي في ساحة المعركة قد يشجع ترامب على الانضمام من أجل أن يكون قائداً وشريكاً في هذا النجاح.
ويتابع: “بكلمات أُخرى؛ الصورة والانطباع و(تحقيق) النجاح، أمور تهمّه أكثر من الفشل. هذا لا يعني بالضرورة أنه لن يهبّ لمساعدة إسرائيل إذا احتاجت، لكن النجاح يهم ترامب كثيراً، بينما الفشل أقلّ أهميةً بالنسبة إليه”.
وحول احتمال التصعيد الإقليمي، يقول الباحث الإسرائيلي هراري إنه لا يمكن استبعاد أن تلجأ إيران إلى مهاجمة جيرانها في الخليج، أو إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيؤثر سلباً في سوق الطاقة العالمية، معتبراً، في هذا السياق، أن ولي العهد السعودي لاعبٌ مهم للغاية، ومن المؤكد أن موقفه سيؤثر في مواقف ترامب.
وبشأن الرئيس بوتين، يرى هراري أن الرئيس الروسي سبق أن أعرب عن رغبته في التوسط، ومن غير الواضح مدى جدية ذلك في نظر واشنطن، لكن من المهم ممارسة ضغط روسي حازم، رغم ضعف موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وقد يكون له وزن كبير، وقد يرى ترامب في ذلك ورقة يمكنه استغلالها أيضاً في إطار رغبته في إنهاء الحرب الأوكرانية.
ويخلص الباحث الإسرائيلي إلى القول: “ربما هناك عوامل إضافية، لكن يبدو كأن هذه العوامل هي الرئيسية. ومن وجهة نظر إسرائيل- أو بالأحرى نتنياهو- إذا كان يرغب في دفع ترامب نحو التدخل، فعليه المحافظة على صورة النجاح التي يجب أن تكون متصلة بالواقع طبعاً. على الأقل، هذه الفكرة المهمة تُحسب لنتنياهو. ونأمل أنه يعرف ماذا يفعل”.
ضبابية ترامب
في هذا السياق، يرى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هارئيل، ضمن تلخيصه للأسبوع الأول من الحرب ضد إيران ودور واشنطن فيها، أنه فيما تنتظر إسرائيل ترامب فإن الضبابية من حوله تزداد سمكاً. وإن بيان البيت الأبيض يتحدث عن اتخاذ الرئيس قراره خلال أسبوعين، لكن من غير المستبعد أن ترامب يناور ويعمل على تخدير إيران مجدداً ليهاجم في الساعات، أو الأيام القريبة، منشأة فوردو، ويسارع لإنهاء التدخل كي لا يتورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ومرة إضافية، يوضح هارئيل، في مقاله، أنه بين تجدد المفاوضات وبين الهجمة، واضح لإسرائيل أن أمريكا تمتلك الأوراق الأقوى، مرجحاً أن نتنياهو قد دخل الحرب ضد إيران دون إستراتيجية خروج مدروسة.
وينقل هارئيل عن خبراء أمريكيين تقديراتهم أن الحرب الإسرائيلية على إيران أعادت المشروع النووي الإيراني حتى الآن بـستة شهور فقط.
ويمضي هارئيل، في محاولة رش الماء البارد على الحماسة الإسرائيلية، بالقول: “يتصاعد الخوف من أن إسقاط النظام في إيران من شأنه أن يتضح أنه جسر بعيد جداً للمنال والبلوغ”.
أما زميله، محرر الشؤون الشرق أوسطية في الصحيفة تسفي بار إيل، فيقول، في تلخيصه، اليوم الجمعة، إن تهديد النووي الإيراني لم تتم إزالته، لكن الحرب توفر أهدافاً ثانوية. معتبراً أن إسرائيل أخطأت مرتين: في المرة الأولى عندما بنت على قيام الشعب الإيراني بالتمرد على النظام، وفي المرة الثانية عندما افترضت أن إزالة علي خامنئي من المشهد ستؤدي لنهاية المطاف.
وعن هذا يضيف: “حتى عندما يُستبدل النظام في إيران، فالتاريخ القريب يدلل على أن تغيير الحكام والأنظمة ليست ضمانة لتدمير أيديولوجيات أو لبناء أنظمة ليبرالية، بالعكس: هكذا وُلدت تهديدات جديدة”.
في افتتاحيتها، أوضحت صحيفة “هآرتس” أن لإسرائيل سجلاً مثبتاً بفقدان القدرة على وقف الحروب والحملات العسكرية، من حرب لبنان الأولى، حتى الحرب على غزة.
الخوف من حرب استنزاف
وتخلص للقول: “إنْ اعتقد نتنياهو أن إيران واحدة من ملاعب اللعب التي يمكن عليها مواصلة حرب أبدية، أو جرّ حلفاء تقليديين إليها من أجل تحقيق المزيد من الغايات المتجددة وسط حرب مستمرة، فهو مخطئ، وبالأساس يعرّض مواطني إسرائيل للخطر”.
وتتابع: “بدلاً من حروب إقليمية، ومواصلة الهدم في الداخل، على إسرائيل أن تطمح لتسوية سياسية تعالج النووي الإيراني بشكل أفضل وطويل الأمد”.
ومقابل عدد كبير من المراقبين الإسرائيليين ممن يعربون عن حماستهم للحرب، يتكاتف المحلل السياسي الأبرز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع، مع مراقبين ومحللين في صحيفة “هآرتس”، التي تغرد خارج السرب الإعلامي الإسرائيلي بشكل عام، فيقول إن هناك مظاهر خوف وفوضى في أجزاء من المنظومة العسكرية الإيرانية، بيد أن إيران تُدار بشكل عام.
ويضيف: “حالياً لا توجد مؤشرات على تفكك النظام، رغم وجود مؤشرات على خوف الجنود وهم يتقدمون لإطلاق صواريخ”.
وينقل بارنياع عن طيار إسرائيلي قوله: “علينا دفع الإيرانيين للخلف بأدوات، وبأسلحة، وبتكنولوجيا، وبالمعرفة، لكن علينا، كطيارين، أن نكون متواضعين، ونعطي العدو الاحترام، فهم يحاولون القيام من ضربتهم”.
ورد “حزب الله” على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، فرأى فيه “حماقة وتهوّراً وله عواقب وخيمة”، ولفت الحزب، في بيان، إلى “أن بعض المتصدّين في بلدانهم لا يعرفون المكانة العظيمة والواسعة للمرجع الكبير والولي الإمام القائد الخامنئي على مستوى إيران والأمة الإسلامية والعالم، وعلى مستوى الشعوب الإسلامية والحرة”.
وقال: “إن التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإن مجرد النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة”.
وأضاف: “إننا اليوم أكثر إصرارًا وتمسّكًا بنهج الولي القائد العظيم الإمام الخامنئي، وأكثر التفافًا حول مواقفه العظيمة وتصدّيه مع الشعب الإيراني البطل والعزيز في مواجهة العدوان الإسرائيلي- الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وستكتشف أمريكا أنها وقعت في هاوية سحيقة بسبب دعمها الطاغوتي للعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة والمقاومة في المنطقة وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وختم “حزب الله”: “لا يمكن هزيمة ملايين الأحرار الملتفّين حول قيادة الولي الخامنئي، ولو اجتمع كفّار العالم ومجرموه والمتجاوزون للحق البشري في الحياة العزيزة، وستثبت الأيام أن جولة الباطل خاسرة، ومعالم الإيمان والمقاومة منتصرة”.
وخلا بيان الحزب من أي إشارة إلى احتمال تدخله في الحرب بين إسرائيل وإيران، على الرغم من كلام أحد المسؤولين الإيرانيين عن احتمال تدخل الحزب في حال دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة.
وقد دانت جبهة “جنوبيون مستقلون” هذه التصريحات، واعتبرتها “تمثّل اعتداءً على السيادة اللبنانية، وإهانة لكرامة اللبنانيين عموماً، والطائفة الشيعية خصوصًا”.
ووصفت الجبهة التصريح الإيراني بأنه “تعبير عن ذهنية استعمارية مبطنة، تتعامل مع لبنان وكأنه ساحة نفوذ، ومع الطائفة الشيعية كأنها ملكية خاصة تُزجّ في الحروب خدمة لمصالح إيرانية لا تمت إلى لبنان بصلة”، مؤكدة أن “الجنوب وأهله قدموا التضحيات دفاعًا عن الوطن، لا ليكونوا أدوات في مشاريع توسعية لا تعنيهم”، لافتة إلى “أن دماء شباب الطائفة الشيعية لن تكون وقودًا لحروب تُستخدم كورقة في مفاوضات الملف النووي الإيراني أو غيره”.
ووجّهت الجبهة نداءً مباشراً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بصفته “زعيم الطائفة الشيعية ورئيس حركة أمل”، مطالبةً إياه “بتحمّل مسؤولياته التاريخية، وإعلان موقف واضح يُدين التصريحات الإيرانية، ويمنع انزلاق الشيعة إلى مغامرة عسكرية لا تعبّر عن خياراتهم الوطنية”.
وختمت بأن “موقفها لا يصدر عن خصومة سياسية، بل عن حرص حقيقي على أبناء الطائفة وكرامتهم”، داعية إلى “موقف وطني جامع يرفض توظيف المجتمع الشيعي في أجندات إقليمية”.