يتسائل الكثيرون كيف يستطيع شخصا بجعل مجموعة تسير خلفه وتنصره وتحميه حتى لو كان انتهازيا او فاسدا او مستبدا او قاتلا فهل يعني ان هذا الشخص ذو امكانيات كبيرة او يمتلك جاذبية معينة تمنحه هذا الوفاء من قبل مجموعة ما ومايليق اطلاق كلمة قطيع عليهم فكيف تتنامى تلك الروح وكم اصبح متجلية امامنا اليوم بواقعها المقزز والتملقي الخطير ناهيك عن ضعف ضعف روح وثقافة وادارة وسياسية هذا الشخص الشبحي ولكون ان الحيوان الذي يطلق على مجاميعه كلمة قطيع والذي يسير خلف قائد يشعر بانه ضالته وهو من ياخذ به الى الخلاص وساستعير قصة كي تقرب ماريد ايصاله الى جمع القطعان ..في احد البلدان ابحرت سفينة في عرض البحر كان احد راكبيها تاجر اغنام يدعى دندو وكان دندو هذا جشعا ويمثل اسوء ما في هذا العصر وهو غياب الإنسانية ورجل اخر يدعى بانو وكان بينهما كره وحقد اراد بانو ان يصطنع شجارا و ينتقم من التاجر الجشع ، فقرّر شراء خروف من التاجر بسعر عال، وسط سعادة الجشع بالصفقة الرابحة.وفي مشهد غريب مسك “بانوربالخروف من قرنيه ويجره بقوة إلى طرف السفينة ثم يلقي به إلى البحر ، فما كان من أحد الخرفان إلاّ أنْ تبع خطى الخروف الغريق ليلقى مصيره ، ليلحقه الثاني فالثالث والرابع وسط ذهول التاجر وصدمته ، ثم اصطفت الخرفان الباقية في “طابور مهيب” لتمارس دورها في القفز.
جن جنون تاجر الأغنام وهو يحاول منع القطيع من القفز بالماء ، لكنّ محاولاته كلها باءت بالفشل ،فقد كان”إيمان”الخرفان بما يفعلونه على قدر من الرسوخ أكبر من أن يُقاوم . وبدافع قوي من الجشع اندفع التاجر الجشع للإمساك بآخر الخرفان الأحياء آملاً في إنقاذه من مصيره المحتوم ، إلّا أن الخروف” كان قويا ومصراً على الانسياق وراء الخرفان ، فكان أنْ سقط كلاهما في الماء ليموتا معاً غرقاً.ومن هذه القصة صار تعبير “خرفان بانو” مصطلحاً شائعاً في فرنسا ويعني انسياق الجماعة بلا وعي أو إرادة وراء آراء او أفعال الآخرين
روح القطيع تتنامى / عبد الامير الماجدي
