دمشق: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن الالتزام باتفاقية فصل القوات

هيئة التحرير31 مايو 2025آخر تحديث :
دمشق: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن الالتزام باتفاقية فصل القوات

هناك مفاوضات غير مباشرة نشأت عن وجود اعتداءات إسرائيلية مستمرة وهذه المفاوضات غير المباشرة تتمحور حول اتفاقية فصل القوات

تحدث الشرع عن صياغة بيئة مناسبة للاستثمار عبر مجموعة من القوانين والتشريعات النافذة وحرية حركة الأموال

أعرب باراك من دمشق عن اعتقاده بأن مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار مقترحا البدء باتفاق عدم اعتداء بين الطرفين

بعد أشهر من التواصل المحدود نسبيا مع الإدارة السورية الجديدة عززت الولايات المتحدة علاقاتها بدمشق سريعا في الأسابيع القليلة الماضية

رفع المبعوث الأمريكي لدى سوريا توماس باراك علم بلاده فوق مقر إقامة السفير في دمشق لأول مرة منذ إغلاق السفارة في 2012 بعد عام من اندلاع الصراع

وكالات / النهار

 قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إن هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تتمحور حول اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وضرورة الالتزام بها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير تناول فيه آخر التطورات بشأن أعمال الحكومة السورية، واستعرض الإنجازات والتحديات التي تواجه البلاد في المرحلة الحالية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).المصطفى: هناك مفاوضات غير مباشرة نشأت عن وجود اعتداءات إسرائيلية مستمرة، وهذه المفاوضات غير المباشرة تتمحور حول اتفاقية فصل القوات وقال المصطفى إن “الحكومة شددت على أن هناك مفاوضات غير مباشرة نشأت عن وجود اعتداءات إسرائيلية مستمرة، وهذه المفاوضات غير المباشرة تتمحور حول اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وضرورة الالتزام بها”.وفي سياق آخر، أضاف وزير الإعلام السوري أن الرئيس أحمد الشرع أكد خلال ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء الجمعة، على ضرورة صياغة بيئة مناسبة للاستثمار عبر مجموعة من القوانين والتشريعات النافذة وحرية حركة الأموال، بعد أن أنهت سوريا مرحلة بناء الثقة، ودخولها مرحلة جديدة لاستعادة مكانتها.وأكد الشرع أن “سوريا أمام فرصة تاريخية للتوجه نحو الاستثمار الأجنبي الكبير في قطاعات حيوية، والطلب على الاستثمارات في سوريا كبير”، لافتا إلى صدور قانون بخصوص الاستثمار “قريبا”، وفق المصطفى.وقال وزير الإعلام: “الرئيس تحدث عن صياغة بيئة مناسبة للاستثمار عبر مجموعة من القوانين والتشريعات النافذة وحرية حركة الأموال، وعن حاجة سوريا إلى إصلاح مالي في المدفوعات يشمل دخول عالم العملة الرقمية والإلكترونية كخطوة أساسية في المستقبل”.

وبهمة عائلاته العائدة من الشمال السوري، بدأ، بعض من الحياة يدب في عروق حي جوبر الدمشقي، الذي دمرته آلة حرب النظام السابق بشكل شبه كامل.

الحي يقع إلى شرق منطقة العباسيين في العاصمة وإلى الجنوب منه قليلا باتجاه الزبلطاني وسوق الهال، أو إلى الشمال باتجاه حي القابون.

وفي هذه المساحة غزت العمارة الحديثة بعض الأحياء، إلا أن مساحات أخرى مهمة حافظت على طابع البناء الكلاسيكي لمدينة دمشق وريفها، حيث الجدران المبنية من الطوب الطيني والسقوف الخشبية المغطاة أيضا بالطين، وكانت بمثابة الجسر الواصل بين العاصمة وريفها القريب ممثلا بالغوطة الشرقية.

مئات العائلات من أهالي الحي عادت من الشمال السوري بعدما كانت قد اضطرت لمغادرتها منذ نحو خمس سنوات، وفق تسويات جرت حينها تحت رعاية روسية في إطار مناطق خفض التصعيد، وانتهت بخروج المعارضين وأسرهم إلى الشمال السوري، وتوقف عمليات القصف الممنهج التي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة من قنابل الطائرات الثقيلة وصواريخها أو المدفعية و»مدافع جهنم» وراجمات الصواريخ.

الدمار كبير في جوبر وتشير التقديرات إلى أن 90% من منازل ومرافق الحي مدمرة بالكامل، ومع ذلك، فإن عائلات كثيرة عادت لتتفقد منازلها ولتجد معظمها وقد سويت في الأرض وتحتاج إعادة بنائها وترحيل الكم الكبير فيها من الأنقاض، إلى إمكانيات شركات ضخمة، وفق شهادات السكان.

ولطالما ظل جوبر أحد أهم رموز الثورة السورية، فالحي الذي كان يقطنه ما يقارب من 300 ألف نسمة، دخل ركب الثورة منذ أيامها الأولى، وظل عصياً على جيش النظام، ودارت المعارك فيه بين منزل وآخر، وليس فقط فوق الأرض وإنما من تحتها عبر الأنفاق التي برع المعارضون باستخدامها، ما دفع جيش النظام السابق إلى قصفه بشكل عشوائي ومكثف وتدميره كله تقريباً، بعد أن عجز عن السيطرة عليه. وحتى بعد انتهاء المعارك وفق اتفاق خفض التصعيد، حاصره جيش النظام ومنع أي أحد من الدخول إليه بعدما وضع حواجزه العسكرية على مداخله. المصادر التي تحدثت إليها «القدس العربي» أوضحت أن الأهالي العائدين زاروا بداية الحي، لكنهم اليوم يسكنون في معظمهم لدى أقاربهم في العاصمة، أو في منازل تم تخصيصها لهم في بعض مناطق ريف دمشق إلى أن تتم إعادة إعمار الحي من جديد.

وأشارت المصادر إلى وجود تخوف كبير من معظم الأهالي من استملاك منازلهم على غرار مشروع «المرسوم 66» الشهير في دمشق، والذي قامت بموجبه المحافظة في زمن النظام السابق، باستملاك عقارات الأهالي الواقعة في بساتين كفرسوسة والرازي بحجة تنظيم المنطقة.

وبناء على هذا التخوف، واستجابة لمطالب المحافظة، قالت المصادر: تم تشكيل لجان تضم مهندسين من الحي ذاته وقدمت مجموعة من المقترحات إلى محافظة دمشق حول علمية إعادة الإعمار، منها بناء مساكن حديثة مع الحفاظ على المدينة القديمة، أي أن يتم تنظيم المنطقة بشكل حديث إلى جانب الاحتفاظ بالطابع التراثي والمعماري للحي.

كما اقترحت اللجنة العودة إلى المخطط التنظيمي لجوبر قبل عام 2011، بحيث تتم إعادة تأهيل المنطقة بشكل يتماشى مع الواقع السكاني والعمراني الذي كان قائماً قبل الثورة، مع السماح للأهالي بترميم منازلهم بدلاً من إزالتها.

مصادر من محافظة دمشق قالت إنه بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بدأت المحافظة بوضع اللمسات الأخيرة على مخطط جديد للحي، وإن مديرية التنظيم العمراني في المحافظة تقوم بدراسة المخطط لتقوم بعرضه لاحقاً بهدف إقراره، مشيرة أن المخطط يهدف إلى الحفاظ على حقوق الملكية للأهالي، وأن الأمور تسير بشكل أفضل.

وأصدرت محافظة دمشق في عام 2022 مخططاً تنظيمياً بموجب أحكام قانون التخطيط وعمران المدن رقم 23 لعام 2015، أعطى الحق للوحدة الإدارية بالاقتطاع المجاني بنسبة تصل إلى 50 % من الملكيات الخاصة في مراكز المحافظات.

وأكثر ما يميز حي جوبر الدمشقي هو في وجود معالم دينية هامة ضمنه، وكان يقطنه سكان من أتباع الطائفة اليهودية، لكن معظم هؤلاء هاجروا بعد قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي.

ويقع في الحي كنيس «إلياهو هانابي» الذي يعتبر أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، ويعود تاريخ بنائه إلى 720 سنة قبل الميلاد، وقد تعرض لأضرار جسيمة نتيجة القصف وجاءت عليه بشكل كامل تقريبا.

وبعد سقوط نظام الأسد استقبل الحي العديد من الوفود الرسمية وغير الرسمية، كان من بينهم وفد من اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الذين زاروا الكنيس في شهر شباط/ فبراير الماضي، إلى جانب مواقع أخرى ذات أهمية تاريخية وثقافية لهم، وتعهدوا بإعادة ترميم الكنيس المدمر.

وفي آذار/ مارس الماضي، زارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحي، وأكدت التزام ألمانيا بمواصلة المساعدات الإنسانية لسوريا، كما زار الحي في نيسان/أبريل الماضي وفد من الكونغرس الأمريكي ضمن جولة تهدف إلى تقييم الوضع في سوريا بعد سقوط النظام.

الى ذلك رفع المبعوث الأمريكي لدى سوريا توماس باراك علم بلاده فوق مقر إقامة السفير في دمشق لأول مرة منذ إغلاق السفارة في 2012 بعد عام من اندلاع الصراع.

وقالت وزارة الخارجية السورية عبر حسابها على منصة “إكس”: “بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، مراسم رفع علم الولايات المتحدة الأمريكية في دار السكن بالعاصمة دمشق من قبل المبعوث الخاص الأمريكي توماس باراك”.

وأرفقت الوزارة المنشور بعدد من الصور تظهر رفع باراك، العلم الأمريكي بحضور الشيباني.

 

 

والخميس دعا المبعوث الأمريكي إلى دمشق إلى حوار بين سوريا وإسرائيل، البلدين اللذين يعدان في حالة حرب، على أن يبدأ ذلك بـ”اتفاق عدم اعتداء بين الطرفين”.

 

وأعرب باراك من دمشق عن اعتقاده بأن “مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار”، مقترحا البدء بـ”اتفاق عدم اعتداء” بين الطرفين.

وبعد أشهر من التواصل المحدود نسبيا مع الإدارة السورية الجديدة، عززت الولايات المتحدة علاقاتها بدمشق سريعا في الأسابيع القليلة الماضية. والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو/ أيار، وخففت إدارته العقوبات الأمريكية على سوريا.

وجرى تعيين باراك في منصب مبعوث بلاده إلى دمشق في 23 مايو/ أيار. وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. ويجري حاليا أول زيارة رسمية له في سوريا.

وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق في فبراير/ شباط 2012، بعد عام تقريبا من تحول الاحتجاجات ضد الرئيس السابق بشار الأسد إلى صراع عنيف استمر نحو 14 عاما.

وجرى سحب السفير آنذاك روبرت فورد من سوريا قبل وقت قصير من إغلاق السفارة. وعمل المبعوثون الأمريكيون اللاحقون لسوريا من الخارج دون زيارة دمشق.

 

وقُتل مئات الآلاف خلال الحرب الأهلية السورية ونزح الملايين داخليا وخارجيا، وزادت الدول الغربية الضغط على الأسد بقطع العلاقات وفرض عقوبات مشددة، لكنه تمكن من البقاء في السلطة بمساعدة من إيران وروسيا.

وأطيح بالأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 في هجوم خاطف شنته جماعات معارضة مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي تزعمها الشرع وكانت تابعة لتنظيم القاعدة في وقت سابق. ويشكل أعضاء هيئة تحرير الشام حاليا العمود الفقري للدولة السورية الجديدة.

عاجل !!