ارهاصات فكرية / عبد الهادي الزعر

هيئة التحرير24 مايو 2025آخر تحديث :
ارهاصات فكرية / عبد الهادي الزعر

الفلسفة الاسلامية منذ بواكيرها الأولى خاطبت العقل ، والعقل أعلى سلطة يمتلكها الانسان

 ولكونها ذات خطابٍ كونىٍ جامع  أثارت حفيظة المتزمتين والسائرين فى ركابهم  ومن امثلة العقول الراجحة فى تراثنا العربي  الزاهر :

أبن حزم فى (فصله ) والغزالى فى ( تهافته )

انقسم المفكرين العرب فى غضون القرون العشرة المنصرمة الى فريقين فريق إلتزم قاعدة – النقل – وأعتمد الثانى  منهج  – العقل – والعقل مبدئيا ينحو منحى الحرية الفكرية وإستكشاف مجاهيلها بينما – النقل – يكتفى  بالوقوف فى حدود النصوص لايبارحها أبداً -(قل سيروا في الأرض فأنظروا ) فقد ذكر الشيخ الفيلسوف ابى العلاء المعرى فى رسالة الغفران ما نصه 🙁 لم يزل الالحاد فى بنى اّدم على مر الدهور ولا ملة إلا ولها قوم ملحدون يتظاهرون لأصحاب شرعهم انهم مؤالفون وهم فيما  بطن مخالفون ) وخطيئة الفلسفة منذ نشوءها انها أستقطبت منطق العقل وحده فبلغت غاية مداه وهو أمر لا تستسيغه النفوس النافرة ! منذ  الكندى وحتى أبن رشد رغم محنته الفادحة ؛ ضلت الفلسفة تدور فى هذا الفلك –  فالمفكر الفرنسى رينان يتساءل ( هل فقدت الفلسفة الاسلامية  وهجها بعد موت ابن رشد ) ؟ قد يكون ابن رشد عند العرب فى موضع سقراط عند اليونان فشهيد اثينا كان حداً قاطعاً  لمرحلتين فكريتين لما قبله وما بعده – أما الفلسفة العربية بدأت تجلياتها منذ ظهور مدرسة الاعتزال البصرية وأعقبتها مدرسة أخوان الصفا وخلان الوفا وما جاء به القرامطة ومعظم الحركات الفكرية الاسلامية بما فيها ثورة الزنج وهى فى القرن الرابع الهحرى ” حصراً ” ناهيك عن ما سطره  أبن خلدون ومن ألتحق به من المغاربة  فيما بعد  –

عاجل !!