مع انطلاق بطولة كأس العرب 2025 في قطر، تتجه الأنظار إلى جيل جديد من اللاعبين العرب الذين برزوا في دوري روشن السعودي خلال المواسم الأخيرة، ليشكلوا إضافة نوعية لمنتخباتهم المشاركة.
رقم صعب
الرياض – إلى جانب المنتخب السعودي، يعتمد كل من المغرب والجزائر والعراق على مجموعة من أبرز الأسماء التي أثبتت حضورا مؤثرا في الدوري السعودي، في مشهد يعكس التحول الكبير الذي أحدثه دوري روشن في مسار اللاعب العربي وارتفاع مستوى المنافسة في المنطقة. ويأتي هذا الزخم في وقت تتطلع فيه البطولة إلى تقديم نسخة تعد الأقوى فنيا، مدفوعة بتقارب مستويات المنتخبات، وبالتجارب المتراكمة للاعبين الذين اكتسبوا احتكاكا كبيرا عبر مشاركاتهم في دوري قوي يتميز بنسق بدني وتكتيكي مرتفع.
خبرة وثبات
ويبرز المنتخب المغربي بثلاثة لاعبين من دوري روشن، يتقدمهم مروان سعدان قائد الفتح، الذي يتمتع بخبرة كبيرة وثبات في إدارة النسق الدفاعي وقدرة على قراءة اللعب وبناء الهجمة، ما يجعله عنصرا مهما يمنح المنتخب صلابة وثقة في المباريات الحاسمة. وإلى جانبه يأتي أشرف المهديوي لاعب التعاون، صاحب الدور الحيوي في محور الارتكاز بفضل قوته في افتكاك الكرة وإغلاق المساحات، ليكون أحد أكثر الخيارات موثوقية في وسط الملعب المغربي. أما عبدالرزاق حمدالله مهاجم الشباب، فيظل أحد أبرز الهدافين العرب في السنوات الأخيرة، بفضل حساسيته العالية أمام المرمى وقدرته على استغلال أنصاف الفرص، ما يجعله السلاح الهجومي الأبرز في تشكيل المغرب.
وبالقدر نفسه من التأثير، يعزز أربعة لاعبين من دوري روشن قوة المنتخب الجزائري، يتصدرهم عبد القادر بدران مدافع ضمك الذي يشكل صمام أمان بفضل قوته البدنية وخبرته الكبيرة في المواجهات الفردية. وينضم إليه سفيان بن دبكة لاعب الفتح، القلب النابض لخط الوسط بانضباطه وذكائه التكتيكي وقدرته على الربط بين خطوط اللعب، ليكون عنصرا يعتمد عليه الجهاز الفني الجزائري بصورة مستمرة. كما يشكل ياسين بنزية لاعب الفيحاء خيارا هجوميا مهما بفضل رؤيته المميزة وصناعته للفرص وقدرته على تغيير الإيقاع في الثلث الأخير من الملعب، بينما يضيف أمير سعيود لاعب الحزم لمسة إبداعية بمهاراته الفردية ومراوغاته التي تمنح المنتخب حلولا هجومية متنوعة، خصوصا في المواقف المعقدة التي تتطلب حسما فرديا.
وعلى الجانب العراقي، يواصل جناح النجمة علي جاسم تقديم عروض مميزة في دوري روشن، حيث أثبت قدرته على صناعة الفارق من خلال سرعته واختراقاته وتغييره لإيقاع اللعب، ليصبح أحد أبرز الأسلحة الهجومية في منتخب “أسود الرافدين” خلال هذه النسخة من البطولة.
اتساع الحضور
ويعكس اتساع حضور لاعبي دوري روشن في المنتخبات العربية التحول الكبير الذي شهده الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، إذ بات منصة تطوير حقيقية توفر للاعب العربي بيئة تنافسية عالية لا تتوفر في الكثير من الدوريات الإقليمية. ولم تعد القيمة الفنية للدوري تقاس بعدد اللاعبين فقط، بل بنوعية أدوارهم داخل أنديتهم، حيث أصبحنا نشهد قادة للدفاع، ومحاور تضبط إيقاع اللعب، وصناع فرص مؤثرين، وهدافين قادرين على صناعة الفارق في المواعيد الكبرى.
هذا الواقع دفع العديد من المنتخبات العربية إلى الاعتماد بصورة أكبر على محترفي الدوري السعودي، ثقة في جاهزيتهم البدنية والتزامهم وانسجامهم مع نسق المنافسات العالية، وهي عوامل تمنح بطولة كأس العرب 2025 مستوى فنيا أعلى وتضيف إليها جرعة أكبر من الندية والإثارة، مع دخول اللاعبين المنتمين لدوري روشن وهم في قمة جاهزيتهم وخبرتهم المكتسبة من موسم مليء بالاحتكاك والمواجهات القوية.




