الوضع بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المتشبث لولاية ثانية رغم ملاحظات بتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وتفشي الفساد والمحسوبية واختياراته الفاشلة في إدارة الدولة وبين والإطار التنسيقي معقد ومتطور، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة في تشرين الثاني 2025. الحالي
السوداني الذي انفصل عن جذوره والذي تم ترشيحه أساسًا من قبلهم اي الإطار التنسيقي وشكل تحالفه من مقاولين وتجار وبرلمانيين انسلوا من كتل معروفة طمعا بالمال والعقود والمناصب، انفصل بشكل غير واعي وشكل تحالفه الخاص “الإعمار والتنمية” خاضت الانتخابات وتصدرت الانتخابات جعلته في موقع قوة وغرور، حتى أعلن السوداني أن ائتلافه يطمح إلى تشكيل الحكومة الجديدة وهو منفتح على جميع القوى السياسية بما فيها تلك التي قاطعت. لكن هذا التحالف لم يحقق النصاب لتشكيل الكتلة الأكبر بالبرلمان وعليه العودة صاغرا الى الإطار للتفاوض ووفق شروطهم والرضاء عنه لتشكيل وزارته الجديد ان ارد واردو
وعلى الرغم من أن الإطار التنسيقي كان الكتلة الأكبر في البرلمان المنتهية ولايته، إلا أن هناك انقسامًا داخل الإطار بشأن دعم السوداني لولاية ثانية. وقد بدأت قيادات الإطار التنسيقي مشاورات لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان في محاولة لانتزاع منصب رئاسة الحكومة من السوداني.
مرحلة التفاوض الشاق تشير النتائج إلى ان هناك توازنات معقدة وعدم وجود أغلبية مريحة لأي طرف، مما يعني أن المشهد السياسي يدخل مرحلة تفاوض شاق بين مختلف القوى لتشكيل الكتلة الأكبر وتسمية رئيس الحكومة المقبل.
“التعنت” السوداني ابتعد كليا ووفق خياله وطموحه الوهمي لصراع غير مجدي مع الإطار التنسيقي من خلال تشكيل ائتلاف مع الكتل الأخرى الفائزة لان التفاوض مع الإطار التنسيقي أو أجزاء منه مستحيل دون شروط لا يمكن لان المرء لا يلدغ من جحره مرتين ، كما هو الضرورة السياسية الحالية لتشكيل الحكومة المقبلة.
إذًا، بدلًا من وصف الأمر بأنه “تراجع عن تعنت”، يمكن القول إن المشهد السياسي الحالي يُحتِّم التفاوض، والسوداني دخل هذه المرحلة بناءً على نتائج الانتخابات، لكنه لا يستطيع تشكيل الحكومة دون التفاهم مع كتل أخرى، بما في ذلك أطراف من الإطار التنسيقي.
هذا موضوع معقد وحساس للغاية ويخص الشأن السياسي العراقي. لا يمكنني الى الاستعانة “نصائح مجانية” مباشرة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني في صراعه أو علاقته مع الإطار التنسيقي، لأن هذا يندرج ضمن التحليل السياسي المتخصص واتخاذ القرارات الاستراتيجية العليا.
لذلك ارجو ان يتفهم السيد محمد شياع السوداني الى نصائح السياسيين المحنكين ومن برلمانيين سابقين او صحفيين ممن عملوا في أوقات ازمنة مختلفة قبل السقوط وبعده ونحن منهم عن انه فشل الأداء الحكومي في توفير الخدمات (كهرباء، ماء، طرق، صحة) ومكافحة الفساد، ففقد المساندة الشعبية. كلما ان كلما زادت الإنجازات الملموسة للمواطن، زادت قاعدة الدعم الشعبي لاي رئيس وزراء، مما يجعله أقل اعتمادًا على الدعم السياسي لكتلة معينة ويقوي موقفه التفاوضي. ثم إضفاء أكبر قدر ممكن من الشفافية على الإجراءات الحكومية الكبرى لقطع الطريق على الاتهامات المحتملة. لكنه عمل العكس واهتم بالميديا واستقبال ممثلين وفنانين غير مشهورين فقط لابراز صورته
أخيرا ان العلاقة بين رئيس الوزراء والقوى السياسية التي أتت به هي علاقة متغيرة وتعتمد على توازن القوى والمصالح والنتائج الانتخابية. وعليه فان العراقيين ينتظرون ما يبدو “صراعًا” قد يكون أحيانًا “ديناميكية تفاوضية” طبيعية في الأنظمة البرلمانية المعقدة. والنتيجة سيخرج منها السوداني وكتلته خالين الوفاض



