ديمقراطية المواسم… / بقلم : كمال فتاح حيدر

هيئة التحرير15 نوفمبر 2025آخر تحديث :
ديمقراطية المواسم… / بقلم : كمال فتاح حيدر

جريمتان لا يغفرهما التاريخ في ديمقراطية المواسم: أن نرفع من شأن التافهين، وأن نستخف بالخبراء والمبدعين. .
غدا أو بعد غد ينعقد البرلمان بدورته السادسة، فيلتقي المخضرمون والجدد ليؤدوا اليمين الدستورية، ويختاروا الرئيس ونائبيه، ثم يتنافسوا على الفوز بقيادة اللجان النيابية. .
فهل تتغير سياقات أعمالهم التشريعية والرقابية عن الدورة السابقة ؟. وهل تتحقق العدالة الوظيفية في توزيع المناصب والمراتب على ذوي الاختصاص ؟. أم يتقاتل المتنفذون من اجل إبقاء الحال على ما هو عليه ؟. وهل يتحقق الحد الادنى من شعاراتهم التي لوحوا بها قبل الانتخابات ام يتجاهلونها ويتغافلون عنها مثل كل مرة ؟.
في ديمقراطية العراق لا أحد يصغي لصوت الفقير الذي ظل يترقب ساعات الفرج والانفراج، وينتظر انطلاق مشاريعهم الاصلاحية والتنموية لسنوات واعدة. ربما يبقى الفقير منعزلا في بيئته الريفية البعيدة، لا يسمعه أحد، ولا يراه السياسيون إلا في مواسم حملاتهم الاستعراضية. وربما ينشغل الكبار بمصالحهم ومكاسبهم ومنافعهم. .
اغلب الظن انهم سوف يمارسون هواياتهم في لعبة المحاصصة، فيتقاسموا الكعكة كما لو كانت من حقوقهم الدستورية الموروثة، أو كأن الانتفاع شرط من شروط عملهم تحت خيمة السيرك السياسي ؟.
اخطر ما ينبغي ان يدركه الناس أن العثرات عندما تتكرر تصبح عادة، وتصبح مشهداً مألوفاً، فتتوقف لغة العتاب والحساب. ويصبح المواطن غريبا في بيته، أو مهمشاً في بلاده، لا يتذكرونه إلا عند اقتراب موعد الدورة البرلمانية السابعة. ثم يأتي وقت يعلن فيه المواطن مقاطعته النهائية للانتخابات، ربما ما زال قلبه ينبض بالأمل، لكن مشاعره صارت متبلدة كمن فهم أن فشلهم ليس فعلا استثنائيا بل هو جزء من دورة موسمية تتكر كل اربع سنوات، من دون ان تتبدل أقنعتهم المستهلكة. .

عاجل !!