تلاشي الانسانية
واثق الجلبي / مدير التحرير
شهد العالم الحديث تطورا سريعا بما يخص الذكاء الصناعي فلقد تناقلت وسائل الاعلام اعتراضات اغلب الاساتذة الاوربيين على استخدام الطلاب للذكاء الصناعي في الاجوبة الإمتحانية حتى ان بعض التدريسيين فقدوا اعصابهم لما شاهدوه من تدني مستوى الطلاب.
الذكاء الصناعي الذي غزا العالم بما يثير الرعب أفرغ الانسانية من محتواها فلقد سرّح عمال كثيرون خاصة بما يخص العمل المكتبي بعد أن حل محلهم هذا الذكاء الذي سيدمر العالم حسب تقارير عالمية .
بعد سنين قريبة من الممكن أن نرى الذكاء مسيطرا ويأمر وينهي ويزوج ويطلق ويقوم بأعمال كثيرة جدا فهو المعلم والمترجم والبائع والشاري وهو الأب والام والأخ والأخت والحبيب وغير ذلك مما ادى الى تساقط الصفات الآنفة الذكر .
هذه معالم ضياع البشرية الى الأبد ولقد استشعرته العقول التي انبثق منها هذا الذكاء أما في مجتمعاتنا فأغلبها تفاعل سلبيا مع الذكاء وراح يزور ويعبث ولا يعرف ماذا يعمل .
اذا فقدنا الانسانية فلقد فقدنا كل شيء وهذا الذي يسعى اليه الفكر الرأسمالي الغربي وقد ارتبط مفهوم الذكاء الصناعي بموضوع أعمق وهو مشروع الديانة الابراهيمية الذي صار عند بعض الدول حقيقة واقعة وهذا مما يؤسف له حقيقة.
التصدي يجب أن يكون بالمعرفة وهذا أخطر سلاح موجود الآن فالعلم والمعرفة سلاح الأسلحة وهذا ما نفتقده مع الأسف الشديد فلا صوت اليوم إلا للعبثية والجنون.

										
				

