البلد اليوم عبارة عن جيوش جرارة تفترش الارصفة وايتام وارامل ومطلقات وشيوخ مرضى وعجائز يبحثن عن ماوى وشباب ينزوون في اطراف الازقة والشوارع لامكان ياويهم ونسبة العاطلين وصلت لحدود مخيفة والعصابات تتسيد الشوارع وتتحكم وتستطيع ان تقتل من تشاء لحظة ماتشاء وتسرق ماتريد باي وقت والفاسدين يكافئون بمناصب ارفع وتزداد ثرواتهم وهم ينهبون حتى الارصفة ويبنون القصور واولادهم يجوبون الشوارع استهتارا بسياراتهم الفارهة لايلتزمون بشيء ولا يوقفهم اي نظام او سيطرة والمتسولون اصبحت لهم مافيات تدير اعمالهم وتنقلهم بباصات مكيفة توزعهم على تقاطعات الشوارع والجفاف ينهش الارض ولااحد من النائحين يستطيع الادلاء بتصريح او الاستنكار لقطع المياه عن العراق من قبل تركيا وايران والذي ينظر خريطة الوطن من اعلى يرى انه صحراء جرداء تعتليها سحب الدخان وكانها احدى الصحارى النائية وهكذا الوطن يتداعى ويسير نحو حتفه ويقف مترنحا على حافة الهاوية لانعرف متى سيسقط في المجهول وهذا بعض من حكايات العراق التي لو ازلنا الستار عنها لخرجت لنا افاع وعقارب لتنهشنا وتبتلعنا بعظامنا لكننا لن نياس وسنبقى على امل ان ياتينا الرجل الشجاع مشمرا عن ساعدية لينصب المشانق في تقاطعات الطرق الحكومة تبحث عن حلول وقدج تلغي الخطة الزراعية للعام القادم ولاتضع له اي خطة فبدون ماء لاينبت زرعا وبلد من سياسة وتحركات يجف ويصبح كاحلة الصحارى التي لاينبت بها شيء فهل فاين ذوي الاختصاص والمستشارين والعقول التي يعج بها العراق هل اصابها الجفاف ايضا ونكاد نكون البلد الوحيد الذي لايضع خطط لمستقبله (وكلني اليوم وجوعني باجر ) وهكذا تتكالب علينا الدول والديون والضياع ونحن مكتوفي الايدي وخيراتنا تذهب لحفنة اشخاص غير منتقين يمسكون البلد من حنجرته .


