النواح والبكاء رداء لم ينزعه العراقيون منذ أقدم العصور والازمنة والدهور فهم أي العراقيون ادمنوا البكاء منذ تموز ونياحة عشتار ( نساء سومر واكد وبابل) على الإله الشاب المغدور والمتمثل بفيصل الثاني ونواح كلكامش على انكيدو وصولا الى اعظم مأساة وهي ملحمة الطف وقتل عترة النبي الكريم (ص).
هذه الانتحابات وصلت الى الذروة في الانتخابات المزمع اجراؤها قريبا والكل يبكي على حظه فالشعب ينتحب ويبكي على خسرانه لعمره ولأعمار الاجيال المسحوقة بدمار المحاصصة وذهاب دماء ابناء البلد سدى في واقعة جسر الائمة وسبايكر والمفخخات وضياع الجثث المحروقة في دهاليز ظلام النفوس السياسية والسياسيون يبكون ويخافون على ضياع امتيازاتهم ومناصبهم .
كثير من الناس مقاطعون وهم من الوطنيين ولديهم أسبابهم الخاصة واما الذين يريدون المشاركة فهم أيضا يمتلكون رؤاهم الخاصة فهم اما وطنيون يريدون التغيير أو مدجنون لأحزابهم وكتلهم أو جاهلون .
لم نجد سياسيا واحدا اعترف بالفشل واعتزل السلطة ولا نقول السياسة لأن من يقود دفة السياسة هم طلاب سلطة وليس غير ذلك والامثلة أكثر من الاحصاء والعد .
المنتحبون منهم من سينتخب ومنهم من لا ينتخب والسياسي في كلا الناحيتين الانتحابيتين هو الفائز المنتحب على حظ رفقائه من الذين لم يحظوا بمقعد أو بمقعدين .
لن يعبر العراق الى بر الأمان لا بالانتخابات ولا بالنحيب لانه بلد محتل وسيبقى محتلا وإلى اشعار آخر .



