في قبضة القانون  .. رصاص الغضب.. ومولوتوف الثأر! شرطة أم الكبر والغزلان تجهض جنون الانتقام قبل أن يتحول إلى مأساة !

هيئة التحرير18 أكتوبر 2025آخر تحديث :
في قبضة القانون  .. رصاص الغضب.. ومولوتوف الثأر! شرطة أم الكبر والغزلان تجهض جنون الانتقام قبل أن يتحول إلى مأساة !

في قبضة القانون  ..

رصاص الغضب.. ومولوتوف الثأر! شرطة أم الكبر والغزلان تجهض جنون الانتقام قبل أن يتحول إلى مأساة !

ستار الساعدي / خاص النهار

في أحد أحياء بغداد، وبين بيوت يكسوها السكون الليلي، اخترق صوت الرصاص صفو المدينة، ليتحول الهدوء إلى فوضى عارمة ، لم تكن تلك الطلقات عبثية، بل جاءت محمّلة باندفاعٍ أعمى، نابع من نزاع عائلي بسيط، لكنه كاد أن يتحول إلى مأساة تهدد حياة الأبرياء ، هنا تبدأ حكاية جريمة غريبة نسجت خيوطها بين الخمر والثأر والرفض الاجتماعي، وانتهت بقبضة رجال الشرطة الذين أعادوا للقانون هيبته وللأمن حضوره.

بدأت الشرارة حين تقدم شاب لخطبة فتاة من إحدى العائلات ، تمّت قراءة الفاتحة وعُقد القران، لكن سرعان ما تبدد كل شيء بعد أن أعلن ذوو الفتاة رفضهم استمرار الزواج، معتبرين أن الخاطب لا يستحق أن يكون زوجاً لابنتهم، دون الإفصاح عن الأسباب ، قرار الرفض كان كفيلاً بإشعال فتيل الغضب في نفس الشاب، الذي لم يتقبل فكرة الانكسار أمام المجتمع.

وفي ليلة مثقلة بالتهور، جلس الشاب مع شقيقه، واحتسيا الخمر، قبل أن يتخذا قراراً متهوراً بالانتقام ، قاما بصناعة عبوة مولوتوف يدوية، وأعدّا بندقية كلاشنكوف، ثم توجها إلى منزل العائلة الرافضة ! لم يترددا في إطلاق وابلٍ من الرصاص على جدران المنزل الآمن، قبل أن يقذفوا زجاجة المولوتوف الملتهبة، في مشهد يختزل الجنون حين يتجرد الإنسان من وعيه.

لكن رصاص الليل لم يمر مرور الكرام ، صاحب المنزل تقدم بشكوى عاجلة إلى مركز شرطة أم الكبر والغزلان التابع لقيادة شرطة بغداد الرصافة ، عندها أصدر المقدم طيف سالم صدام، مدير المركز، أوامره بتشكيل قوة خاصة للتحرك الفوري ، لم يمر وقت طويل حتى تمكنت المفارز من تحديد مكان وجود المتهمين، والقبض عليهما بالجرم المشهود، مع ضبط بندقية الكلاشنكوف وعبوة المولوتوف التي لم تستخدم بعد ، وفي التحقيق اعترفا بجريمتهم كاملة، ليُحال الملف إلى القضاء كي ينالا جزاءهما العادل.

ما وراء الحادثة

لم تكن هذه الحادثة سوى فصلٍ واحدٍ من جهد يومي تبذله شرطة أم الكبر والغزلان ، فخلال الفترة الأخيرة، وبتوجيهات مباشرة من وزير الداخلية وإشراف قائد شرطة بغداد الرصافة، نفذ المركز أكثر من 20 أمر قبض بحق مطلوبين في قضايا مختلفة، شملت جرائم وفق المادتين 405 و406 (القتل العمد) ، كما تمكنت المفارز من ملاحقة مطلوبين إلى مراكز شرطة أخرى، وضبط أسلحة ومخالفات متنوعة.

المقدم طيف سالم أكد أن نجاح هذه الجهود لم يكن ليتحقق لولا التعاون الوثيق مع المواطنين، حيث يشكل التبليغ والمساندة الشعبية أحد أهم ركائز الأمن ، وأوضح أن المركز يعتمد على دوريات ثابتة وجوالة تعمل على مدار الساعة، إضافة إلى المشاركة في السيطرات المشتركة والمفاجئة مع الأجهزة الأمنية والاستخبارية.

ومن بين الإنجازات أيضاً، القبض على مطلقي العيارات النارية الذين حاولوا ترويع الأهالي، وضبط مخالفين بالتنسيق مع مخاتير المحلات ووجهاء المنطقة، في إطار مساعٍ حثيثة لبسط هيبة القانون ، مشيرا الى أن هناك لجانا طبية مكونة من طبيب ومساعد طبيب تزور المراكز بشكل أسبوعي لفحص الموقوفين والاطلاع على حالتهم الصحية، وفي حال إذا ساءت حالة أحد الموقوفين سيقوم المركز  بالإجراءات اللازمة وأستحصال موافقة القاضي، وقيادة شرطة بغداد الرصافة وإرسال الموقوف الى المستشفى لتلقي العلاج وإعادته الى التوقيف بعد تحسن حالته، واضاف المقدم طيف سالم الى أن التعاون بين المواطن والأجهزة الأمنية والحكومة المحلية له دور كبير في بسط الأمن، وفرض القانون خلال السنوات السابقة والحالية، فضلا عن ان هذا التعاون حد وبشكل كبير من ارتكاب الجريمة والقبض على المطلوبين للسلطة القضائية، وهذا بطبيعة الحال كان بإشراف مباشر من قبل السيد قائد شرطة بغداد الرصافة، وجهود فريق عمل شرطة ام الكبر والغزلان مجتمعة مع المراكز الأخرى.

هكذا أسدل الستار على قصة الرصاص والمولوتوف، التي كادت أن تتحول إلى مأساة لولا سرعة الاستجابة ويقظة الشرطة ، لقد أثبتت شرطة بغداد عموماً، ومركز شرطة أم الكبر والغزلان خصوصاً، أن الأمن لا يتحقق إلا عبر الحزم في مواجهة الخارجين عن القانون، والتعاون الوثيق بين المجتمع وأجهزته الأمنية. إنها رسالة واضحة بأن العدالة قد تتأخر لحظة، لكنها لا تغيب أبداً.

عاجل !!