الانتحار المسببات والية المعالجة | د. براق طالب شلش الموسوي

هيئة التحرير7 أكتوبر 2025آخر تحديث :
الانتحار المسببات والية المعالجة | د. براق طالب شلش الموسوي

قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ سورة النساء الأية، وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) متفق عليه.

يعد الانتحار من الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخرا وتحديدا في العالم العربي والمجتمع العراقي كنمط استولى على افكار الشباب في سلب ارواحهم والخضوع للمؤثرات الخارجية التي نزلت كالبرق على تقاليد واعراف المجتمع السامية والتي لم تعرف ذلك الخضوع من قبل ، ولعل من اهم الاسباب التي دفعت لهذه الظاهرة تتمثل في الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية والنفسية وتلك العوامل التي ازالت تلك الاعراف السليمة السائدة انذاك. اذ تعد ظاهرة الانتحار وقتل النفس من المهيمنات التي دخلت على المجتمع العربي وهزت اركانه واركان الاسر العربية اذ يشكل الصراع النفسي عاملا مهما في ابجديات هذه الحاله التي تغلغلت كعنصر يجب علينا معالجته واكتشاف رواسبه التي اخذت بالتصاعد الذي يعلو على حساب العامل الديني الوازع والرادع لهكذا حالات التي تحف بظلالها على الجنسين وبالاخص عناصر الشباب الذين دخلوا في صراع ديني متطرف يشتبك اشتباكا عنيفا افرز برداءه المخيف بين جنبات الاسر فالوعي والالتزام الاخلاقي ومعرفة اضرار التواصل الاجتماعي وابعادها التي دخلت كالطوفان المدمر زامنه الابتزاز الالكتروني يعد من احد اسباب دوافع الانتحار، لذا على الدولة ومؤسساتها الحكومية ومنظمات المجتمع المدني تفعيل القطاع الخاص بايجاد فرص عمل تتوفر للشباب وذلك يشكل عاملا مهما في انشغال الشباب بمهام لاكتشاف قدراتهم وتحويلها الى مسار يحمي المجتمع والاسر التي لم تعد قادرة على سد احتياجاتها الضروريه اذ ان القطاع الخاص له القدرة على رفع المستوى المعيشي ورفد الدولة بمصادر تنموية مفادها التخطيط الناجح في تعزيز موارد الدولة والاستفادة من البرامج التي تخدم العامة على وجه الاخص. ونحن وعلى مر الازمان نعاني من نقص واضح لاختصاصات الطب النفسي والعلوم النفسية والتربوية والارشاد النفسي وبحاجه الى ثقافة عامة لمراجعة الطبيب النفسي اذ لا تشكل مراجعته خللا نفسيا بل مراجعة للذات وتحليلها تحليلا يخرج عن هذه الاطر المظلمة وبالتالي فان على الدولة ان توفر المستشفيات والمراكز الخاصه لتوعية الجيل بشكل ادق ووضع البصمة التي تستلهم من الواقع المزري لظاهرة الانتحار وعلى الصعيد ذاته فان ظاهرة التفكك الاسري خلقت من هذه الظاهرة المرعبه ومنحت المسببات لها حيث كانت الارض الخصبة لدوافع الانتحار التي باتت كالنار في الهشيم والتي يخشى من تفشيها الذي هدم اركان المجتمع ولاسباب يعزوها الباحثون للانحلال في الروابط الاسرية ومشاكلها التي اتسعت ازاء البطالة وغيرها من العوامل التي علقت من الرواسب المذكورة انفا كما ان الامية التي تركت فراغا مهولا يفضي للدخول في عالم الهوس والمسببات التي يكتنفها الياس والسقوط من التوتر والشد العصبي الذي رادف المخلفات الناتجة من القهر والخذلان من موقف صادم او ما شابة ذلك لذا ترى تلك الحالات الشاذة وهي تتسيد الصورة التي يحتذى بها من قبل ضعاف النفوس والمهزومين على حد سواء لتعد هذه الظاهرة هي الجانب الاسود من مخططات الحياة التي ننظر اليها كاتجاه دنيوي ترافقه الميزات الحسنة والسيئة والركون بمعدات لم تعد قادرة على مواجهة الفعل السيء وتحاشيه بابسط الخسائر لذا علينا مكافحة هذه الازمة التي تفتك بالمجتمع العربي والحد منها بالتوعية والنهوض بمقدرات الشباب واستيعابها استيعابا منهجيا ووضع العلاج اللازم لتفادي ما بقي من خسارات قادمة لا نستطيع تخيلها بالمرة.

عاجل !!