النهار / حيدر الحجاج
المسرحي الذي ينقب في حفريات متعددة هو المتفرد بمؤلفاته التي حاكت شغفه الذي لايهدأ الموغل في ترسانة الكولونيالية وارهاصاتها يتحفنا
بأصدر حديث عن دار الصادق الثقافية للطباعة والنشر والتوزيع كتاب للأستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي بعنوان: “الإعلام الجديد ووسائل التواصل: شبابيك اعتراف رقمية لصالح الكولونيالية الجديدة”.
يأتي الكتاب في 160 صفحة بترقيم دولي ورقم إيداع في المكتبة الوطنية (3251)، ويُعد الإصدار الخامس عشر للمؤلف المتخصص في الدراسات ما بعد الكولونيالية.
وركز الساعدي على التحول الخطير لوسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي من منصات للتواصل إلى أدوات للهيمنة الرقمية، قادرة على إعادة تشكيل الوعي والتعليم والثقافة والاقتصاد لصالح القوى المهيمنة.
وأشار المؤلف إلى أن أخطر ما يحدث اليوم “هو السيطرة الناعمة عبر جمع البيانات والتجسس الرقمي، وتحويل الأفراد من وعي مستقل إلى جزء من منظومة تتلقى الرسائل وفق أجندات خارجية”.
وتناول الكتاب موضوعات عدة، أبرزها: شبابيك الاعتراف الرقمية، الجاسوسية الإلكترونية، الأنثروبولوجيا الرقمية، الإيحائية الفرويدية، صناعة الثقافة الإعلامية، وفكرة القرية الصغيرة، كآليات لتعزيز الهيمنة وتسويق الثقافة الاستهلاكية.
ويخلص الساعدي إلى أن مواجهة هذه الهيمنة تتطلب وعيًا نقديًا ومشروعات معرفية مستقلة تحمي المجتمعات من أشكال الغزو الرقمي غير المرئي.
