ابن الشيطان / علي الوائلي

هيئة التحرير28 سبتمبر 2025آخر تحديث :
ابن الشيطان / علي الوائلي

ابن الشيطان

علي الوائلي

كلكم ملائكة

وأنا الوليد المطرود من فردوسكم،

ابنُ الركلة الأولى

حين دفعني أبي إلى هذا العالم

كحجرٍ يتدحرج من سماءٍ قاسية.

كبرتُ هذا العام،

حتى أمسكتُ بخيط شيخوختي،

أتلمّس تجاعيد مرآتي

بعينين محجوبتين بزجاجٍ معتم،

أرى نفسي كجثةٍ

تأخرت عن موعد دفنها.

الأرصفة السوداء تعرف عثراتي،

قدماي تتأخران،

ورأسي يصل الحانة قبلي،

كأن الخمر يقطر من جمجمتي

دون أن أشرب.

وليس لي شاهدٌ

سوى القمر،

يحدّق في وجعي

كما يحدّق إلهٌ صامت

بعبدٍ فقد حنجرته.

كيف أبوح،

وحروف صوتي الأخيرة

ماتت مع آخر “حب” خرجت من فمي؟

ما زلتُ أسمع صرختي الأولى،

رافضًا أن أهبط كمطرٍ ملوث،

محمّلاً بطلقات أمي وآهاتها.

واليوم،

أدركت أنني الغريب

الذي لا يجلس في مقاعد الملائكة.

سأترك لكم أجنحتي المبتورة على الرصيف،

وأمضي…

لا أعلم إن كان الشيطان سيمنحني مأوى،

أم سأبقى معلّقًا

بين السماء والأرصفة

عاجل !!