لم يكَد خطاب رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف جمال رشيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين ينتهي، حتى تحوّل إلى مادة دسمة للنقد والسجال في الشارع العراقي ووسائل الإعلام. فالخطاب، الذي لم يتجاوز السبع عشرة دقيقة، لم يُذكر بما حَمَلَهُ من مضامين سياسية أو دبلوماسية بقدر ما طُبع في الأذهان بكمّ الأخطاء اللغوية الفادحة التي ارتكبها الرئيس أثناء إلقائه كلمته بالعربية، والتي أحصاها بعض الإعلاميين والباحثين بأكثر من 53 خطأً لغوياً بين لحن في الإعراب، وسقوط في مخارج الحروف، وارتباك في نطق الكلمات.الخِطاب الذي يفترض أن يكون واجهة العراق في أكبر محفل دولي، خرج بصورة مرتبكة وغير متماسكة لغويًا، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الاستياء الشعبي والإعلامي. وبدلاً من أن ينشغل المراقبون بمضمون الرسائل التي حملها الرئيس حول قضايا الأمن والاقتصاد والسياسة الخارجية، وجدوا أنفسهم أمام أداء لغوي مرتبك قزّم من قيمة الكلمة وأضعف من وقعها أمام ممثلي العالم.