اختيار عشوائي / عبد الامير الماجدي

هيئة التحرير14 سبتمبر 2025آخر تحديث :
اختيار عشوائي / عبد الامير الماجدي

متى يزئر الاسد ويعيد العراق لسابقه وتاريخه الكبير ولبطولاته وعقله الذي سبق كل العقول والى الاستكشافات وابهر البشر بها ؟ لايهمنا سوى اختفاء الانوف التي تدسها الوجوه في شان البلد ولكن كيف ذلك وبعض الذين على قمة السلطة يسمحون بذلك ؟ كل شيء ينتحب في هذا الوطن الغارق بالخيانات وبيع الضمائر وكل الخطى كانت اكبر من حجمها وقد تقزم البعض وراح يستجدي وهذا ما يعاب على البعض.. عندنا من الاموال ما يكفي لحجب الشمس والقمر وعندنا من الرجال الاشداء أضعافا مضاعفة ولكن المشكلة ان امورنا ليست بيدنا كأننا بلد يدار من الخارج والشعب كأمواج المياه المتلاطمة يتأرجحون يمنة ويسارا الاموال تتدفق الى العراق وتخرج بأسرع من الضوء كأنها لم تكن ولن تكون.. السدود تنتشر في الدول كالدمامل في الوجه وجسد العراق مثخن بالرمال والنخيل الميت وبعض اسراب الغربان التي عششت في كل مكان لا تريد المغادرة مؤتمر هنا ومؤامرة هناك واللصوص يرتدون أفخر الثياب ويتبخرون باعواد المشانق والمحارق والشعب يموت كل يوم ألف مرة.. قد يرحمنا الله بغيوم تحمل الينا المطر وتغسل الشوارع ويمد دجلة والفرات بالماء ولكن من يغسل القلوب المريضة ومن يرّبت على اكتافنا الموجوعة ؟ وبائع الشاي يتعهد لاحد الاحزاب انه سيكون مطيعا لهم يرشح للانتخابات التي رفضها سابقا في تناقض عجيب وسياسي يترك العراق بعد ملء حقائبه ذهبا ودولارات ولم يكفه حرق الناس بالكامل .. لا مستشفى ولا جامعة ولا مستوصف ولا خدمات ولا شوارع مبلطة ولا نفوس مستقيمة كل هذا ويريدون منا ان ننتخبهم..فهل القوى ستفشل كما فشلت سابقا كوننا نعيش في جسد يتمخض فيه الضمير ينجب أسدا هزيلا او أفعى؟.. العراق ليس بحاجة الى أي شخص كائن من يكون بقدر حاجته الى الاستقرار بالامس اخرجتنا الامم المتحدة من برنامج المساعدات وكاننا احدى الدول الفقيرة المحتاجة واليوم تاتينا التهديدات بظروف بريدية مبحوحة الصوت ولايعرفون عن حجمنا شيئا فلسنا قطر او لبنان او سوريا نحن البلد الذي لو تتبعث اثر الاقدام التي مشت على الرمال لوجدتها اقدام الانبياء ولو تفحصت في شقوق ارضنا لوجدها انها تشققت من مسير جنود الامبراطوريات المتلاحقة في تاريخنا واولا واخيرا سنعود لنكون العراق لاغير؟.

عاجل !!