أقرت الأمم المتحدة بأن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً لافتاً في وتيرة العواصف وحدّتها، معيدةً السبب إلى ثلاثية معروفة: تغيّر المناخ، وتدهور الأراضي، والممارسات غير المستدامة. وهي ثلاثية تُترجم، سياسياً، إلى خلل في إدارة الموارد، وغياب للرؤى البيئية في السياسات الوطنية، وضعف الإرادة في تنفيذ التعهدات الدولية.ويبدو واضحاً من تصريحات مسؤولي المنظمة، وعلى رأسهم ممثلة الأرصاد الجوية، أن حجم الكارثة لم يعد محصوراً في الجغرافيا العربية أو الأفريقية، بل أصبح عابراً للقارات. فالغبار المحمول من صحاري شمال أفريقيا والشرق الأوسط، والذي يشكّل 80% من الغبار العالمي، لا يتوقف عند شطآن المتوسط، بل يعبر المحيطات إلى أوروبا والأميركتين.وتكشف التصريحات عن أرقام مفزعة: 7 ملايين وفاة مبكرة سنوياً بسبب الجزيئات المحمولة في الهواء، وخسائر سنوية بـ150 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها، وفق رولا دشتي، وكيلة الأمين العام. وهذه الأرقام تضعنا أمام ظاهرة ليست مناخية فقط، بل قضية أمن إنساني وتنمية مستدامة وهجرة مستقبلية.ويعد العراق نموذجاً صارخاً لوجه العاصفة، إذ سجّل عام 2023 أكثر من 158 يوماً من العواصف الترابية، بحسب لجنة الصحة والبيئة في البرلمان، فيما تتكبد الدولة خسائر يومية تقارب مليون دولار، وفق مرصد “العراق الأخضر”.