وهل بقى لحُب الروح بقية ؟ / أسماء قيصر بگ

هيئة التحرير1 سبتمبر 2025آخر تحديث :
وهل بقى لحُب الروح بقية ؟ / أسماء قيصر بگ

عندما عشق الشاعر جبران خليل جبران الشاعرة مي زيادة لأكثر من عشرين عام وهما يتابدلان رسائل الحُب وعشق الروح عبر القارات دون ان يرى أحدهما الآخر حيث كان هو في نيويورك وهي في القاهرة ، وفي قرابة كل عام كانت تسألهُ كيف تخيلت شكلي ؟؟ وفي مرة قال لها أتخيل شعرك قصيراً ويلفُ وجهك فذهبت المعشوقة في الحال لقص شعرها وأخذت صورة لها وأرسلتها لهُ عبر البريد لتثبت لهُ أن تخيلهُ صادقاً وأن حب الروح لا يكذب ويبقى نقي.. ولأنه كان يؤمن ان الجمال الحقيقي هو نور القلب واحساسهُ ..

والآن عجباً لزمنٍ تلاشت فيه حُب الارواح لتغطي عليه حب الحواس فأصبح الحُب هو مجالسة فتاة جميلة ذات شعر طويل او مكالمات هاتفية لصوت دافئ  او مكالمة فديو تظهر شكل وأغراء جسم فتاة يطغى عليه الشد والنحت .. نعم، فالحبّ الذي يسكن الأعماق لا يعرف الفناء. قد يغيّبه الغياب، وقد تُرهقه المسافات، لكنّه يظل حيّاً في ومضات الذاكرة، في رعشة الحنين، وفي بقايا الدفء الذي يتركه حضورهم فينا. إنّ حبّ الروح لا يشيخ، بل يتحوّل إلى بصمات تظل تهمس لنا بأن بعض الأرواح خُلقت لتسكننا مهما تغيّر الزمان والمكان. “فكم من امرأة وزوجة مهملة حبت بروحها دون النظر اليها ولحب اعماقها .. فهل بقى لحُب الروح بقية ؟

عاجل !!