في غمرة التحديات التي تعصف ببلدنا، يبرز أحيانًا بصيص أمل يذكرنا بأن هناك جهودًا حثيثة تبذل خلف الكواليس، وأن الأمن والاستقرار ليسا مجرد شعارات، بل واقع يُصنع بسواعد الرجال المخلصين.. هذا الأسبوع، وفي إنجازين متتالين ألقت وزارة الداخلية وبقيادة وزيرها القدير، الضوء على هذه الحقيقة، مؤكدةً دورها المحوري في حماية البلاد والمواطنين.
وقد شهدنا جميعًا الحملة الكبيرة التي شنتها وزارة الداخلية على تجار المخدرات ..هؤلاء الذين يبيعون السموم لأبنائنا، ويهدمون أسرنا، ويدمرون مستقبل أجيالنا بعد أن تمكن الجهاز الأمني من إلقاء القبض على شبكات كبرى، ومصادرة هذه الكميات الهائلة من المواد الممنوعة، هو إنجاز لا يمكن الاستهانة به.. إنه ليس مجرد خبر عابر، بل رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن.. هذه الضربة ليست عابرة، بل هي قاصمة، ستجعل الكثيرين يعيدون حساباتهم، وتضيء شمعة الأمل في قلوب الأمهات والآباء الذين يخشون على أبنائهم من هذه الآفة المدمرة.
وفي غضون ذلك وبينما كانت العيون شاخصة نحو كربلاء المقدسة، حيث توافدت ملايين القلوب المؤمنة لإحياء زيارة الأربعين، برزت وزارة الداخلية مرة أخرى في دورها المنظم والمؤمن. ملايين الزوار، هذا العدد الهائل، يتطلب جهدًا جبارًا لتأمينه وتنظيمه. من تأمين الطرق، إلى إدارة الحشود، وصولًا إلى ضمان سلامة الجميع، وكانت الخطة الأمنية محكمة، والتنفيذ احترافيًا وستمر الزيارة ان شاء الله بسلام وأمان كما مرت الزيارات السابقة في عهد الوزير الشمري دون أي خروقات تذكر، وهو ما يعكس القدرة الفائقة لأجهزتنا الأمنية على إدارة التجمعات الكبرى بكفاءة عالية.. إنها شهادة على أن العراق، رغم كل الصعاب، قادر على احتضان العالم وتقديم صورة مشرفة عن قدراته التنظيمية والأمنية.
إن هذين الإنجازين، وإن اختلفا في طبيعتهما، إلا أنهما يصبان في بوتقة واحدة: تعزيز الأمن والاستقرار في العراق. فمن جهة، نحارب الشرور التي تهدد شبابنا ومستقبلهم، ومن جهة أخرى، نؤمن مناسباتنا الدينية والوطنية التي تعكس هويتنا وتلاحمنا.
هي ليست مجرد أخبار صحفية، بل هي تأكيدات على أن هناك من يعمل بجد وإخلاص من أجل هذا الوطن. تحية لكل من يعمل في وزارة الداخلية، من الوزير وحتى الجندي في الشارع. جهودكم محل تقدير، وإنجازاتكم تبعث على الفخر، وتذكرنا دائمًا أن الإرادة والعزيمة تصنعان المعجزات.
وزارة الداخلية تضيء شمعة الأمل / د.حسن جمعة
