راي حر
هل يعيد اصوات المقترعين الفاسدين والفاشلين الى مقاعد مجلس النواب مرة أخرى
- ظافر جلود
اليوم ومع انطلاق اختيار البرلمان السادس عبر الانتخابات العامة التي انطلقت اليوم الثلاثاء يأتي السؤال المكرر لكل دورة انتخابية مقداه: هل يعيد المقترعين الفاسدين الفاشلين الى مقاعده مرة أخرى دون اصلاح ؟؟ هذا السؤال يلامس قضية معقدة ومحورية في العمليات الديمقراطية، والإجابة عليه ليست بسيطة بنعم أو لا، بل تعتمد على عدة عوامل متداخلة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية. حيث تشير الدراسات والتحليلات في العديد من الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات الفساد إلى أن إعادة انتخاب بعض السياسيين الفاسدين يمكن أن تحدث بالفعل، وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها:
اما أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى إعادة انتخاب الفاسدين هو المال السياسي وشراء الأصوات وقد يُعد المال الانتخابي (سواء كان رشاوي مباشرة أو خدمات ومشاريع صغيرة قبل الانتخابات) من أقوى الأدوات التي يستخدمها المرشحون الفاسدون لشراء أصوات الناخبين، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة. يصبح صوت المواطن “سلعة” تُباع مقابل منفعة فورية.
ثم الولاءات القبلية/الطائفية/الحزبية بعد ان يغلب الانتماء الضيق (الحزبي، العشائري، الطائفي) على الاعتبارات الوطنية أو الكفاءة. قد يصوت الناخب لمرشح فاسد لأنه ينتمي إلى نفس عائلته أو عشيرته أو حزبه، بغض النظر عن سجله في الفساد. وغياب البديل القوي وثقافة “الأقل سوءاً” وقد يشعر الناخبون بالإحباط وعدم وجود بدائل نزيهة وكفؤة. فيلجؤون إلى إعادة انتخاب شخص موجود بالفعل لأنه “معروف” أو “أقل سوءًا” من غيره، أو لأنه يمتلك شبكة علاقات تسمح له بتقديم خدمات شخصية (المعروفة بـ “الزبائنية”).
والأخطر من كل ذلك ضعف الوعي السياسي وقد يؤدي التضليل الإعلامي، وغياب الشفافية في المعلومات، وضعف الوعي بحجم الضرر الذي يسببه الفساد، إلى أن يغض الناخب الطرف عن سجل المرشح، أو لا يمتلك المعلومة الموثوقة عن فساده.
كذلك من العوامل الأخرى العزوف عن المشاركة فعندما ييأس الناخبون من إمكانية التغيير، يقررون مقاطعة الانتخابات (العزوف) التيار الصدري مثلا . هذا العزوف غالبًا ما يصب في مصلحة القوى المنظمة والفاسدة، التي تضمن مشاركة مؤيديها عبر آليات مختلفة.
اذن ان أهمية المشاركة الواعية لمواجهة عودة الفاسدين، تؤكد العديد من الأصوات السياسية والمدنية على ضرورة المشاركة الواسعة والواعية للناخبين. فكلما زادت المشاركة، زادت فرصة تجاوز القوى التي تعتمد على المال أو الولاءات الضيقة، وزادت.




