نقود بلا قيمة!! | عبد الامير الماجدي

هيئة التحرير7 أكتوبر 2025آخر تحديث :
نقود بلا قيمة!! | عبد الامير الماجدي

نقود، نقود، الكل يبحث في جيوبي بدءاً من عائلتي مروراً بالشارع إلى السوق إلى أي مكان أحل به، أين هي؟ والبعض يعمل ساعات متأخرة شتى أنواع الأعمال عسى أن يلحق بطيران النقود التي لا تكفي لسد الرمق حتى، أو مراجعة طبيب أو دفع مكان سكنه، فهو يستأجر بيتاً في منطقة بائسة لا تملك أية مقومات لمسمى المدينة، بل هي أشباح بيوت تنعدم بها كل أنواع الحياة، الأتربة تتطاير في الهواء، والسكون والمستنقعات تصبح مكاناً خصباً للبعوض، والقمامة تجدها كحدائق لندن في كل صوب وحدب، وأكياس النايلون تتطاير في كل مكان، والروائح تعطر أجواء الحي البائس، وماء الشرب يشبه الماء الغائب المخلوط بالطحالب والطين ان تواجد ، وأسلاك الكهرباء وأعمدتها كأن ضربتها إحدى قنابل هيروشيما فأصبحت تنقل طاقتها للأرض لا للبيوت إن كانت بها طاقة كاملة بأمبيرية وفولتية غير ثابتة إما عالية تحرق الأجهزة المنزلية أو واطئة لا تفيد بشيء.
لا نعرف كيف تفسر الأمور، وكيف توزع الهبات وشعبنا ينهشه العوز وتمرح به البطالة وتغتاله كواتم الأرواح، ونحن نعيش ظروفاً قاسية بارتفاع الأسعار بشتى أنواعها من عود الثقاب حتى صواريخ جو- جو التي لا نعرف من أين يأتون بها، وكيف تمر، ومن الذي يدخلها، وبأي هدف تستخدم، وستقتل من، وأية أجندة تحركها، وما سعرها، وكم يقبض، ومن أي بلد، وكم هائل من الأسئلة تشبه سهام معركة أحد التي رماها الكفار على فقراء نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
أتمنى أن لا أكون فضفاضاً وأدخل الموضوع الذي أريد مباشرة لكن الكثير من الأشياء تعترضني وتحاول الهائي عن القضية التي نتمنى علاجها كأنهم يحاولون تسخير الكلمات أيضاً ولو أن الكثير منها قد سخر.
نحن نعتب دوماً على رجالاتنا في البرلمان والحكومة لأن مصيرنا من مصيرهم، عليه فيجب عليهم أن يكونوا على مقربة من معاناتنا أو يخوضوا بعضها إن لم تكن جميعها وان يترفعوا على صغائر الأشياء خصوصا التي لا تهمهم، فكيف يقبلون أن يتسلم بعضهم أو جميعهم بدل ايجارات تتعدى الثلاثة ملايين دينار وأغلبهم يسكن في المنطقة الخضراء أو لديه أكثر من بيت أو هو ليس ببيت بل قصر أو قام البعض باطلاق تسمية الفيلا عليها لأنها تشبه بيوت الاحلام والسلاطين واي شيء قد يحتاجه السيد النائب وراتبه يمكنه من شراء او تأجير او الاستحواذ على اي بيت خصوصا والمساءلة والعدالة ستشمر عن ذراعيها كي تبيع أغلب الاماكن التي يستأجرها الساسة والمعادلة ستكون واحدة هم من سيشترونها بكل تأكيد فالافضلية لمن في القصر فرفقاً بالعراق وماله ومنازله وأراضيه وفقرائه الذين يمزجون النهار بالليل لأكل لقمة أو شراء شبه منزل لا تتعدى مساحته الخمسين متراً وليس في بغداد أو قلبها بل في أطرافها وضواحيها.

عاجل !!