نتنياهو يهدي ترامب مجسمًا لقاذفة B-2 من شظايا إيرانية: هدية تكشف الغباء السياسي وتقرّ بقوة إيران! / بقلم المستشار القانوني والاعلامي / سالم حواس الساعدي / تخصص دقيق عمليات نفسية

هيئة التحرير10 يوليو 2025آخر تحديث :
نتنياهو يهدي ترامب مجسمًا لقاذفة B-2 من شظايا إيرانية: هدية تكشف الغباء السياسي وتقرّ بقوة إيران! / بقلم المستشار القانوني والاعلامي / سالم حواس الساعدي / تخصص دقيق عمليات نفسية

في مشهدٍ غريبٍ لا يخلو من التناقض، أهدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجسمًا صغيرًا لقاذفة الشبح B-2، وقد صُنِع هذا المجسم من شظايا صاروخ إيراني سقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة!

هذه الهدية التي أراد نتنياهو أن يُظهر بها ولاءه لترامب وتبعيته العمياء لواشنطن، تحولت دون أن يشعر إلى شهادة دامغة على قوة إيران وضعف الردع الإسرائيلي، بل ويمكن اعتبارها ـ من حيث لا يدري ـ إقرارًا سياسيًا وأمنيًا بالفشل أمام محور المقاومة.

أولًا: ما الذي يعنيه أن تُصنع “هدية رمزية” من شظايا عدوك؟

في الأعراف العسكرية والسياسية، لا يَليق بقائد أو زعيم أن يُهدي شيئًا صنعه خصمه، خصوصًا إذا كان ذلك الشيء يمثل دليلًا على اختراق أمنه القومي. لكن نتنياهو:

• لم يجد ما يُهديه لترامب سوى شظايا لصاروخ إيراني سقط داخل الكيان،
• واختار أن يُجسّد بها قاذفة أمريكية شهيرة (B-2)، وكأنما يريد أن يقول: أنقذونا… فأنتم أقوياء ونحن نعتمد عليكم في كل شيء.

إنه مشهد انقلابي على المنطق السياسي، وتحول غير واعٍ من “رمزية الانتصار” إلى رمزية الانكسار.

ثانيًا: إيران حاضرة في الهدايا… والغائب هو الرد الإسرائيلي!

حين يسقط صاروخ إيراني على أراضي الكيان الصهيوني، فالمتوقع:

• إما أن يُسجَّل ذلك في طيّات التحقيق والسرية الأمنية،
• أو يُرد عليه عسكريًا.

لكن أن يُحوّل إلى “تذكار” و”تحفة”، فهذا يعكس:

• عجزًا عن الرد،
• ورغبة في تذكير الضيف الأميركي أن إيران وصلت إلى عمقنا،
• وطلبًا مستترًا للمساعدة والحماية.

والسؤال القانوني والاعلامي والعسكري هل هذه لغة دولة قوية تدّعي التفوق التقني والعسكري في المنطقة؟!
الجواب واضح بالنفي

ثالثًا: مجسم قاذفة B-2 من شظايا إيرانية: مفارقة مُضحكة مبكية

تعد وتُعتبر القاذفة الأمريكية B-2 رمزًا للقوة الاستراتيجية الأميركية، وهي مصممة لتكون شبحية، لا تُرصد بالرادار، وتخترق أعقد الدفاعات الجوية.
لكن أن يصنع نتنياهو مجسمها من شظايا صاروخ إيراني أصاب بلاده، فهذا يعني:

• أن الشبح الأميركي عاجز عن حماية “إسرائيل”،
• وأن السلاح الإيراني قادر على الوصول،
• بل وأن هذه الشظايا أصبحت رمزًا دائمًا في مكاتب القادة الصهاينة!

ما أراده نتنياهو رمزية للقوة، انقلب ليكون نُصبًا تذكاريًا لهشاشة الكيان أمام خصومه.

رابعًا: إيران في الواجهة… ونتنياهو يقدم لها شهادة مجانًا!

اعتقد ان لا تحتاج إيران إلى كثير من الدعاية الإعلامية، حينما يقوم خصومها أنفسهم بـ:

• الاعتراف غير المباشر بتأثيرها،
• وتقديم “شهادات حية” على اختراقها للمنظومة الأمنية الصهيونية.

نتنياهو، دون وعي، جعل من الشظايا الإيرانية:

• رمزًا للقوة والردع،
• ووثيقة رسمية تؤرخ فشل الاحتلال في التصدي لصواريخ المقاومة.

الخلاصة:
ما فعله نتنياهو هو غباء سياسي بامتياز؛ فقد أراد أن يُظهر القوة والتحالف مع أميركا، فإذا به:

• يكشف ضعف إسرائيل أمام إيران،
• ويُهدي العالم تذكارًا ناطقًا بـ عجز القبة الحديدية،
• ويؤكد – ولو دون قصد – أن العدو الحقيقي هو إيران، وأنه لا يملك غير الرجاء في الحماية الأميركية.

وفي عالم الرموز والرمزية ، ليس أبلغ من أن تكون شظايا عدوك في مكتبك، لا لتدرسها، بل لتُهديها.

عاجل !!