ناشونال إنتريست: ماذا سيحدث إذا استأنفت إيران تشغيل مواقعها الخاصة بتخصيب اليورانيوم؟

هيئة التحرير28 يونيو 2025آخر تحديث :
ناشونال إنتريست: ماذا سيحدث إذا استأنفت إيران تشغيل مواقعها الخاصة بتخصيب اليورانيوم؟

النجاح الواضح للحملة العسكرية لم يؤد إلى توازن مستقر وهذه نقطة يبدو أن الرئيس دونالد ترامب ينفيها أو يحاول حجبها

يرجع جزء من النهج الدفاعي الحالي لإدارة ترامب إلى تسريب تقرير من وكالة استخبارات الدفاع بشان الضرر الذي تعرض له البرنامج النووي الإيراني

 

أوضحت إيران بجلاء أنها تعتزم أن تعيد بناء برنامجها الخاص بالتخصيب ويعني ذلك أن وقف إطلاق النار الحالي ربما لا يستمر لفترة طويلة

تعرضت إيران لضربة موجعة، ولكنها لم تسقط ولديها أوراق لتلعب بها وبصفة خاصة حقيقة أنه ما زال لديها يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%.

إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها أن ينهي ترامب هذه الديناميكية هى اتخاذ موقف أكثر مرونة بشان الاحتفاظ بتخصيب محدود في ظل ضمانات شديدة الصرامة

واشنطن / النهار

 يرى المحلل الأمريكي جريج بريدي أن الهجمات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على مدار 12 يوما ضد إيران حققت نجاحا ملحوظا وفقا لبعض المعايير. وتوجت الحملة في 21 يونيو/حزيران بهجمات شنتها الولايات المتحدة بطائرات بي – 2 مستخدمة أكبر ذخيرة خارقة للتحصينات، وهذه قدرة تفتقر إليها إسرائيل، إضافة إلى صواريخ كروز ما تسبب في ضرر كبير لمواقع إيران النووية في نطنز وفوردو وأصفهان.

وقال بريدي، وهو زميل أول في مركز ناشونال إنتريست، وشغل سابقا منصب مدير النفط العالمي في مجموعة أوراسيا، وعمل في وزارة الطاقة الأمريكية في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إن النجاح الواضح للحملة العسكرية لم يؤد إلى توازن مستقر، وهذه نقطة يبدو أن الرئيس دونالد ترامب ينفيها أو يحاول حجبها حتى بينما يعترف بأن استئناف المفاوضات مع طهران سوف يكون أمرا ضروريا.

وفي لاهاي يوم 25 يونيو/حزيران في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عندما سئل ترامب عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم مهاجمة إيران إذا أعادت بناء برنامجها الخاص بالتخصيب، قال “أكيد”.

ويرجع جزء من النهج الدفاعي الحالي لإدارة ترامب إلى تسريب تقرير من وكالة استخبارات الدفاع بشان الضرر الذي تعرض له البرنامج النووي الإيراني، والذي ذكر في تقييمه أنه تم إعادة البرنامج عدة أشهر للوراء ولم يتم تدمير المعدات والأجهزة الرئيسية.

ومع ذلك، تضمن التقرير العديد من الملاحظات التي أثارها على مدار سنوات محللون يشككون في إمكانية أن يكون هناك حل عسكري للقضية النووية الإيرانية، تشير إلى أن أي حملة قصف قصيرة لا يمكن أن توقف بشكل نهائي برنامج إيران.

وصرح النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي مايك كويجلي لصحيفة واشنطن بوست أن مسؤولي استخبارات أمريكيين أبلغوه على مدار سنوات بأن أي هجوم جوي على المنشآت النووية الإيرانية لن يكون له تأثير دائم وأن هناك شكوكا في أن الضرر المحدود هو السبب وراء قيام إدارة ترامب بتأخير عقد جلسة إحاطة سرية في الكونغرس كانت مقررة في ذلك اليوم.

وبصرف النظر عن الأسئلة الفورية المتعلقة بالرؤى السياسية والمعلومات الاستخباراتية، أوضحت إيران بجلاء أنها تعتزم أن تعيد بناء برنامجها الخاص بالتخصيب.

ويعني ذلك أن وقف إطلاق النار الحالي ربما لا يستمر لفترة طويلة، لأن استئناف أنشطة التخصيب ستتطلب ضرورة شن هجمات إسرائيلية أو أمريكية، وإذا كان هذا ممكنا، فإنه يمكن أن يتضمن محاولة من جانب الإيرانيين لرفع نسبة اليورانيوم عالي التخصيب الذي لديهم والتي تبلغ 60%، إلى درجة تصنيع أسلحة.

وعندما يجتمع مسؤولون أمريكيون وإيرانيون، والذي قال ترامب إن هذا سيكون في الأسبوع الجاري، فإن من المرجح أن تتعرض إدارة ترامب لصدمة شديدة.

ماذا سوف يحدث عندما يلتقي مسؤولون أمريكيون وإيرانيون؟

لقد تعرضت إيران لضربة موجعة، ولكنها لم تسقط، ولديها أوراق لتلعب بها، وبصفة خاصة حقيقة أنه ما زال لديها يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%.

و إذا تمكنت إيران من إقامة منظومة من أجهزة الطرد المركزي في مكان ما سري، فإنه يمكنها أن تصنع في نهاية المطاف رأسا حربية.

وقف إطلاق النار الحالي صامد، ولكنه أبعد ما يكون عن توازن مستقر وسوف يحتاج ترامب إلى أن يقنع إيران بالموافقة على قيود في مفاوضات لن تكون من جانب واحد تماما

ووقف إطلاق النار الحالي صامد، ولكنه أبعد ما يكون عن توازن مستقر وسوف يحتاج ترامب إلى أن يقنع إيران بالموافقة على قيود في مفاوضات لن تكون من جانب واحد تماما، حتى إذا لم يكن يستوعب ذلك بعد، كما بدا واضحا في تصريحاته العامة.

وسوف تواصل إيران الإصرار على الاحتفاظ ببعض عمليات التخصيب، حتى إذا كانت تحت قيود شديدة الصرامة.

ومع افتراض أن إدارة ترامب سوف تتمسك بشدة بموقفها الرافض لأي تخصيب، فإنه في تلك الحالة، سوف تنهار المحادثات مرة أخرى وسوف يتم في نهاية المطاف جر إسرائيل والولايات المتحدة إلى عمل عسكري مرة أخرى، ربما في غضون أشهر وليس سنوات.

و قد أرست إسرائيل أيضا الآن سابقة أن القرارات الخاصة بموعد اللجوء للعمل العسكري سوف يتم اتخاذها في القدس وليس في واشنطن، ومع ذلك سوف توفر الأخيرة القدرات الإضافية عندما تكون هناك حاجة لها.

كيف يمكن أن ينجح ترامب في الأزمة الإيرانية الإسرائيلية؟

سوف تكون إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها أن ينهي ترامب هذه الديناميكية ولا يبدو أن هناك وسائل أخرى كثيرة، هى اتخاذ موقف أكثر مرونة بشان الاحتفاظ بتخصيب محدود في ظل ضمانات شديدة الصرامة.

 

وسوف تؤدي أي عودة إلى تدبير على غرار ما تضمنته خطة العمل الشاملة المشتركة، (الاتفاق النووي الإيراني 2015)، ولكن مع استخدام القدرة على استئناف الهجمات المحتملة للحصول على المزيد من الشفافية، إلى أن تكون إيران مسؤولة عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب والتخلي عنه، والامتناع عن تخصيب اليورانيوم إلى ذلك المستوى مرة أخرى، مما يزيل الاحتمال الحقيقي للغاية بأن إيران يمكنها أن تنسحب قريبا من معاهدة منع الانتشار النووي وتواصل أنشطتها سرا باستخدام تلك المادة القريبة من درجة صنع أسلحة.

وقال بريدي إن هذا أمر مؤسف بالنسبة للولايات المتحدة ولكن بالنسبة لإيران فإن امتلاك تلك المادة ورقة مساومة رئيسية حيث من المرجح أن تلوح بها “لنا” في الأسبوع المقبل. وإذا كان لا يمكن بالنسبة للولايات المتحدة أن تذهب إلى هذا المدى، فربما يمكن إعداد ذلك في صورة تدبير مؤقت قبل تشكيل هيئة تخصيب إقليمية كما ورد في الاقتراح الأمريكي الأخير الذي تم تقديمه لإيران.

ويتمثل الهدف الملح على المدي القريب في تحقيق الشفافية وانتزاع اليورانيوم عالي التخصيب من إيران.

ويرى بريدي أن ما يواجهه ترامب هو اختيار بين التخلي عن كبريائه وقبول اتفاق نووي على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة أو جره إلى سيناريو العمل العسكري.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه “أنقذ المرشد الإيراني علي خامنئي من موت قبيح ومهين”، مهاجما إياه بسبب تصريح قال فيه إن طهران انتصرت في المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

وأوضح ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشال”، أنه أوقف فورا جهود تخفيف العقوبات عن إيران بسبب ما وصفه بـ”بيان مليء بالغضب والكراهية والاشمئزاز” من جانب خامنئي.

وأضاف: “خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أعمل على إمكانية رفع العقوبات، وخيارات أخرى من شأنها أن تمنح إيران فرصة أفضل للتعافي الكامل والسريع، لكنني أوقفت كل ذلك بعد تصريحات خامنئي”. واعتبر ترامب أن المرشد الإيراني “هُزم شر هزيمة” بفعل الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة.

وفي مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، في وقت سابق الجمعة، أكد ترامب أنه سيوجه ضربات جديدة إلى إيران “بلا شك” إذا واصلت تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتيح إنتاج سلاح نووي. وردا على سؤال بشأن فعالية الضربات الأخيرة، قال: “بلا شك. بالتأكيد، سأقصف مجددا إذا لزم الأمر”.

كما أكد ترامب أنه يدعم تفتيش المواقع النووية الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي جهة محترمة، مشيرا إلى رغبته في أن يرى العالم “بأم عينه ما حدث” لتلك المواقع. وقال إنه يعتقد أن المواقع المستهدفة “مُحيت”، نافيا تقارير تحدثت عن أن الأضرار كانت طفيفة.

وفي الوقت نفسه، أشار ترامب إلى أن إيران عبّرت عن رغبتها في عقد اجتماع، لكنه أضاف أن البيت الأبيض لم يحدد حتى الآن أي لقاء مع وفد إيراني.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد صرّح الأربعاء بأن استئناف عمليات التفتيش في إيران يمثل أولوية قصوى، في ظل توقفها منذ بداية الضربات في 13 يونيو/ حزيران.

 

لكن البرلمان الإيراني وافق الأربعاء على تعليق عمليات التفتيش، فيما أشار نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، الجمعة، إلى أن طهران قد ترفض أي طلب من الوكالة الدولية لزيارة المواقع المستهدفة.الى ذلك نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده ستيفن كالين وسمر سعيد قالا فيه إن النجاح العسكري الإسرائيلي ضد إيران قوض أحد دوافع التطبيع السعودي، ويثير مخاوف بشأن قوة إسرائيل المتنامية.

وأضافا أن الشرق الأوسط يشهد إعادة ترتيب جذرية، ولكن ليس كما تصورته الولايات المتحدة وقادة المنطقة قبل أقل من عامين.

فقبل هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أوصلت سنوات من المفاوضات المضنية السعودية إلى أعتاب اتفاق تاريخي للاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل. وكان من شأن ذلك أن يعزز تحالفا إسرائيليا عربيا ضد إيران، ويضمن الدعم الأمريكي لأمن السعودية، ويفتح الباب أمام قبول أكبر لإسرائيل في العالمين العربي والإسلامي.

الشرق الأوسط يشهد إعادة ترتيب جذرية، ولكن ليس كما تصورته الولايات المتحدة وقادة المنطقة قبل أقل من عامين

وفي هذا الشهر، أدت العملية الإسرائيلية ضد إيران إلى إرباك الحسابات التي استند إليها الاتفاق المقترح في غضون 12 يوما فقط.

وكانت هذه الحرب بمثابة خاتمة لسلسلة من الحروب التي أضعفت حلفاء إيران الأقوياء، حزب الله وحماس، وساهمت في انهيار نظام الأسد المدعوم من إيران في سوريا، ووضعت إيران نفسها في مأزق في نهاية المطاف.

وقد أشارت إدارة ترامب وحكومة إسرائيل إلى رغبتهما في بذل جهد جديد للتطبيع.

ولكن مع تراجع إيران، قل حافز السعودية لتجاهل المخاوف الأخرى والمضي قدما. وستحتاج إلى وقت لتقييم آثار الميزة الصادمة التي أظهرتها إسرائيل بقدراتها العسكرية والاستخباراتية، وقدرتها العالية على تحمل مخاطر استخدامها. ويشعر كبار المسؤولين الخليجيين بالقلق من أن استثمارهم في العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك زيارة الرئيس ترامب رفيعة المستوى إلى الخليج الشهر الماضي، لم تثمر عن أي تأثير. وقد أثار تشجيع ترامب المتكرر لهجمات إسرائيل وتهديداتها ضد المرشد الأعلى لإيران مخاوفهم من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

في النهاية، أمر ترامب بشن ضربة محدودة على المواقع النووية الرئيسية في إيران، ثم توسط في وقف إطلاق النار الذي أوقف القتال، محذرا إسرائيل في مرحلة ما من تغيير مسار قاذفاتها. لكن في حين تم تجنب أسوأ السيناريوهات، سيعيد قادة الخليج تقييم المشهد قبل المضي قدما.

وقال بدر السيف، الخبير في الشؤون الخليجية والعربية بجامعة الكويت: “كل شيء في حالة تغير مستمر”.

وتقول الصحيفة إن ترامب يتطلع إلى استغلال زخم وقف إطلاق النار مع إيران للضغط على المزيد من الدول لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بناء على اتفاقيات إبراهيم التي توسط فيها خلال ولايته الأولى والتي شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وقال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف يوم الأربعاء على شبكة سي إن بي سي: “أحد الأهداف الرئيسية للرئيس هو توسيع اتفاقيات إبراهيم، وانضمام المزيد من الدول إليها، ونحن نعمل على ذلك. نأمل في تطبيع العلاقات مع مجموعة من الدول التي ربما لم يكن أحد ليتخيل انضمامها”.

ولكن لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام المضي قدما في التطبيع في الخليج. أوضح السعوديون أنهم لن يبرموا صفقة بينما تستمر الحرب دون حل في قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 56,000 شخص حتى الآن، وفقا للسلطات الفلسطينية.

كما وتصر السعودية على مسار موثوق نحو دولة فلسطينية، وهو أمر ترفضه إسرائيل بشدة، على أمل معالجة ما تعتبره جذر الصراع.

 

مسؤول سعودي تعليقا على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “سيتطلب الأمر الكثير من العمل، والمساحة غير متاحة الآن”

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي تعليقه على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: “سيتطلب الأمر الكثير من العمل، والمساحة غير متاحة الآن. الأمر الملح هو دولة فلسطين وليس الخطر الإيراني”.

وتزيد إعادة التوازن الجيوسياسي الجارية في الشرق الأوسط من التعقيدات. فقد قال النائب الجمهوري عن ولاية أيوا زاك نون إن العمليات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية ضد إيران وحزب الله أخافت الدول العربية، التي تخشى أن تتخذ إسرائيل إجراءات لا تدعمها ولا تستطيع التأثير عليها.

وقال بعد لقائه قادة السعودية والإمارات والبحرين، ضمن وفد من الكونغرس من الحزبين في خضم الحرب الإسرائيلية الإيرانية: “لقد أصبحت إسرائيل ضحية نجاحها”. وأضاف أن دول الخليج ترى القدرات العسكرية لإسرائيل وتريد ضمانات باستخدامها بمسؤولية.

وتعلق الصحيفة أن العمل مع إسرائيل لاحتواء إيران أصبح أكثر جاذبية لبعض الدول العربية في السنوات الأخيرة. تقع إسرائيل والخليج في مرمى صواريخ إيران، كما أن دعم طهران للفصائل المسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن هدد أمن إسرائيل والعديد من الدول العربية.

في عام 2017، ندد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، واصفا إياه بـ”هتلر الشرق الأوسط الجديد”. وفي ذلك الوقت تقريبا، انتشر فيديو كرتوني على الإنترنت يُظهر غزوا سعوديا برمائيا لإيران، ينتهي بدخول دبابات سعودية إلى طهران، وولي عهد سعودي منتصر.

 

وخرقت الإمارات والبحرين الإجماع العربي وقامتا بتطبيع العلاقات في عام 2020. حاول ترامب إقناع السعودية باتباع نهجهما خلال ولايته الأولى، لكن الوقت نفد في النهاية.

وكان من شأن اتفاق ثلاثي الأطراف، تفاوضت عليه إدارة بايدن في عام 2023، أن يلزم واشنطن بالمساعدة في الدفاع عن الرياض في حال تعرضها لهجوم، وتطوير برنامج نووي مدني بتخصيب اليورانيوم، مقابل وصول الولايات المتحدة إلى الأراضي والمجال الجوي السعودي لحماية المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى فرض قيود على التعاون الأمني ​​السعودي مع الصين.

وتعرض الخليج، مثل إسرائيل، لهجمات من إيران وحلفائها. ألقت السعودية باللوم على إيران في هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على اثنتين من أكبر منشآتها النفطية عام 2019. هاجم الحوثيون في اليمن مرارا وتكرارا المدن الجنوبية السعودية والعاصمة الرياض، وأصابوا مكانا بالقرب من البوابة الأمامية لقصر الحكومة السعودية في عام 2021. كما أطلق المسلحون صواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات العربية المتحدة، التي شاركت في حملة القصف التي تقودها السعودية في اليمن.

خوفا من أن تؤدي المناوشات إلى الإضرار بخططهما للنمو الاقتصادي، قامت السعودية والإمارات بالتحوط من خلال التوصل إلى وفاق مع إيران في عام 2023، لتجنب الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين

وخوفا من أن تؤدي المناوشات إلى الإضرار بخططهما للنمو الاقتصادي، قامت السعودية والإمارات بالتحوط من خلال التوصل إلى وفاق مع إيران في عام 2023، لتجنب الاضطرار إلى اختيار أحد الجانبين.

واستغلوا هذه العلاقة الجديدة لتجنب الانجرار إلى صراعات المنطقة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. عندما أطلقت إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر 2024، أخطرت دول الخليج مسبقا حتى تتمكن من إخلاء مجالها الجوي. عندما ردت إسرائيل، حذر السعوديون الإيرانيين من الرد على منشآت الطاقة الخليجية، وضغطوا على واشنطن لمنع التصعيد الإسرائيلي.

وتقول الصحيفة إن حملة إسرائيل ضد إيران اختبرت هذا التوازن الدقيق. فبينما تسعد دول الخليج برؤية إيران ضعيفة، إلا أن الحديث عن تغيير النظام ذكرها بالاحتلال الأمريكي للعراق والفوضى التي اندلعت بعد الإطاحة بصدام حسين. وحتى بعد أن وضع وقف إطلاق النار حدا للحرب الإسرائيلية الإيرانية، لا تزال السعودية قلقة من أن تظل إيران متقلبة سياسيا وقادرة على شن هجمات، وفقا لمسؤولين خليجيين.

مع تزايد احتمالات الضربات الإسرائيلية هذا العام، ساعدت السعودية والإمارات وقطر وعمان في نقل الرسائل والتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وسافر أنور قرقاش، مستشار السياسة الخارجية للزعيم الإماراتي، إلى طهران في آذار/ مارس لتسليم رسالة من ترامب، والتقى الأخ الأصغر للأمير محمد بن سلمان بخامنئي في نيسان/ أبريل ليؤكد له معارضة الرياض للعمل العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

وفشلت الجهود السعودية للحفاظ على مسار الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية في نهاية المطاف، وفي 13 حزيران/ يونيو، وصلت المواجهة الإسرائيلية مع إيران إلى عتبة الرياض. وقال مسؤولون خليجيون إنهم ضغطوا على واشنطن للضغط على إسرائيل للتوقف، وطمأنوهم في البداية بأن الولايات المتحدة لن تتدخل.

وبينما استفادت السعودية من تزايد الضغط الأمريكي والإسرائيلي على طهران، فإنها تخشى الآن أن تصبح “متلقية لنظام إقليمي جديد”، كما قالت ماريا فانتابي، التي ترأس برنامج الشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الشؤون الدولية، وهو مركز أبحاث في روما. القلق هو أن إسرائيل “لن تضعف الجمهورية الإسلامية وتفككها ثم تسمح للسعوديين بأن يصبحوا أقوى”.

 

وأدانت دول الخليج الضربات الإسرائيلية على إيران باعتبارها انتهاكا للسيادة الإيرانية. واستشهدوا بلغة مماثلة بعد أن أذن ترامب بشن ضربات ليلة السبت، لكنهم عدلوا من خطابهم على ما يبدو لتجنب استفزاز الرئيس المتقلب. تجدد حشدهم بعد الضربة الإيرانية على قاعدة أمريكية في قطر يوم الاثنين، منسقين رسالة ضبط النفس وخفض التصعيد لتمهيد الطريق لوقف إطلاق النار.

عاجل !!