ميلاد الرسول .. أمر عظيم وجلل في حياة البشرية / صبحي الجبوري

هيئة التحرير1 سبتمبر 2025آخر تحديث :
ميلاد الرسول .. أمر عظيم وجلل في حياة البشرية / صبحي الجبوري

تهل علينا بعد أيام قلائل مناسبة عظيمة ليست كباقي المناسبات، فها هو شهر ربيع قد حل بيننا من جديد وهو يحمل في طياته عبق الذكرى، ذكرى ولادة نبينا وحبيبنا و قدوتنا محمد (ص) أفضل الخلق أجمعين، لقد أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد وجعله أفضل خلقه وأكرمهم عليه، لقد ظهر من الفضائل ما يدل على علو مقامه ومكانته وقدره على سائر الخلق حتى ظهر في مولده من الآيات ما يدل على عظيم بركته، لذا فعندما نتحدث عن مولد الرسول الكريم المصطفى الهادي (ص) لا نتحدث عن موضوع الاحتفال فذكرى المولد محفورة في القلوب نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وقائدنا ورمزنا الذي أمرنا ألله بمحبته وطاعته واتباع سنته وهو الذي يقول (لا يؤمن أحدكم حتى يكون ألله ورسوله أحب إليه مما سواهما).

ولادته

ولد النبي محمد(ص) في مكة المكرمة في شهر ربيع الأول قبل الهجرة النبوية ب ٥٣ عاما قبل الهجرة (٥٧١م)،وهو أبو القاسم محمد بن عبد آلله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أرسله الله جل وعلا رسولا للإنس والجن ليعيد الناس جميعا إلى توحيد الله وعبادته، ولد الحبيب المصطفى يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه ابي طالب، إذ ترعرع وكان في تلك الفترة يعمل في بالرعي والتجارة، فكان ميلاده أجدر الأيام بالحفاوة والتكريم، ففيه تتحرك مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لإحياء هذه الذكرى العطرة، فتحية إكبار وإجلال لهذا النبي الذي اختاره الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الظلالة إلى الهدى.

صفاته:-

خص الله سبحانه وتعالى نبيه بأجمل الصفات وأحسنها وأتمها كالحياء، الصدق، الأمانة، الشجاعة، الصفح، الحلم وغيرها من كل خلق جميل (وإنك لعلى خلق عظيم)

يمثل ميلاد الحبيب المصطفى  أمر عظيم وحدث جلل

ونقطة تحول كبيرة في حياة الأمة الإسلامية خاصة والعالم أجمع، فقد تغير في ميلاده مجرى ومسار التاريخ، إذ يمثل تاريخ ميلاده الميمون رمزا للرحمة والهدى التي حملها النبي للعالمين أجمع، فقد شهدت مكة المكرمة وأماكن أخرى العديد من العلامات والأحداث التي كانت تهيأ لظهوره، ومن بين هذه العلامات سلسلة من الظواهر الطبيعية التي كانت لها دلالات عظيمة،  كانشقاق القمر، وخمود نار فارس، وظهور سحابة من نور حول مكة، بالإضافة لسطوع نجم جديد، فهذه العلامات لم تكن أحداثا طبيعية بل كانت تشير مع إرهاصات أخرى إلى قدوم نبي عظيم سيغير مسار ومجرى التاريخ ويأتي برسالة جديدة هي رسالة الإسلام.

معجزات النبي محمد(ص):-

١- نزول القرآن الكريم عليه، انشقاق القمر، نبع من بين أصابعه الماء، تكثير الطعام القليل والماء، حنين الجذع، انقياد الشجر، تسبيح الخلق والحجر عليه.

 

أفكار الاحتفال بميلاد الرسول محمد(ص):-

١-قراءة سيرة الرسول العطرة وتنظيم جلسات خاصة لقراءة وشرح هذه السيرة.

٢-قيام العلماء بإلقاء محاضرات عن حياة الرسول الكريم(ص) وعن الأحداث التي شهدتها ولادته.

٣-تنظيم فعاليات ترفيهية ومسابقات دينية وورش عمل للأطفال بهذه المناسبة العظيمة.

٤-إعتماد برامج ثقافيه (أفلام وثائقية عن حياة الرسول (ص)

٥-إقامة معارض لعرض الكتب المؤلفات الخاصة بسيرة النبي .

الدروس والعبر المستقاة من ميلاد الرسول الأعظم سيدنا محمد( ص):-

١-الصبر: فضيلة أساسية وردت في القرآن الكريم تجلت في أخلاق الرسول (ص) كونه كان مفتاحا لتحمل مشاق الحياة والابتلاءات التي مرت بها دعوته ورسالته.

٢-العزة والكرامة: إذ تعكس سيرته قيم هذه الصفات، والرفعة في مواجهة الظلم والطغيان.

٣-جهاد النفس: إذ يدعو مولده للتحلي بما يدعو إليه من أخلاق حميدة كالصبر والأمانة والصدق..

٤-الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم والسعي لتحقيق العدل وتوحيد الصفوف من أجل هذه المبادئ.

خاتمة :-

تعد ذكرى ميلاد سيد الأنام سيدنا محمد(ص) من أعظم الذكريات والأحداث التي مرت وتمر على الأمة الإسلامية فهي فرصة كبيرة لتجديد الإيمان وتعزيز الأخلاق الحميدة، والقيام بأعمال الخير، للمحبة والتعاون والتوحد  ونبذ العنف والكره والأحقاد وبعد كل هذا

أما آنه لنا الآن أن نرجع إلى ديننا ونحاسب أنفسنا بعد أن ابتعدنا كثيرا عنه وعن قيمنا وأخلاقنا، فأين نحن الآن من التمسك  بكتاب الله، من ميلاد الرسول(ص) من أخلاقه من  اتباع سنته، فهي فرصة  وبداية حقيقية لابد من الرجوع إليها واستغلالها لتصحيح المسار.

عاجل !!