مواقع التواصل الاجتماعي …. أنتشار للأفكار السطحية وانعدام عمق محتوى المنشورات

هيئة التحرير23 يوليو 2025آخر تحديث :
مواقع التواصل الاجتماعي …. أنتشار للأفكار السطحية وانعدام عمق محتوى المنشورات

كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تضرُّ بالصحة النفسية وتسبب العزلة الاجتماعية إضافة إلى الشعور بالوحدة

لاّبد من التأكيد بأن طرق مواجهة هذا التسطيح هي بتفعيل دور النخب بالتوجيه مع تعزيز الذائقة العامة عبر التعليم والنقد البنّاء

ظاهرة التسطيح في مواقع التواصل الاجتماعي ناتجة عن غياب الرقابة الثقافية وسرعة الاستهلاك وتحول المنصات إلى ساحة للبحث عن التفاعل السريع على حساب العمق

 

لا مناص من القول بأن شبكات التواصل الاجتماعية لا تخضع دائمًا للشروط في النشر” تعني أن هناك بعض الحالات التي لا يتم فيها تطبيق شروط النشر

 

تحقيق/ علي صحن عبد العزيز

لا يختلف أثنان على أن شبكات التواصل الاجتماعي في وقتنا الراهن أصبحت الوعاء الأكبر في الشبكة العنكبوتية والنشر فيها لا يخضع لأي شروط أو قيود و قواعد ، كما أنها تفتقد للكثير من المعايير والتي تحفظ مكانة الأخلاق العامة والمجتمعية ، ونتيجة لهذه الأسباب فأن هذه الشبكات وأغلب المنشور الفيسبوكي فيها أصبح سطحيًا ومعلومته بلا معنى أو هدف ، وإنمّا تعتمد على ما يُسمى (الطشة) وكذلك التسطيح الثقافي والفكري إذ يتم تجاهل عمالقة الأدب والفكر والثقافة والمبدعين والمبدعات بشتى ابداعاتهم المختلفة.

(جريدة النهار ) استطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات وطرحت عليهم هذا التساؤل : ما هي السُبل والحلول لصّد هذا السيل الخطير  والجارف من منشورات التسطيح في ظل ذائقة تنحدر وتتشوه لتضيع ملامح الأصالة بغية نشر قيم الثقافة بين الجمهور وعلى نطاق واسع ، وكانت هذه الآراء الواردة.

إيجاد أنشطة بديلة

منور ملا حسون: على المستوى الاجرائي فأن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تضرُّ بالصحة النفسية، وتسبب العزلة الاجتماعية إضافة إلى الشعور بالوحدة ، وهنالك سُبلٌ لصد هذا السيل العارم من السلبيات وهي تحديدُ وقتٍ معين لاستخدامه تقليل المتابعات والانخراط في أنشطة بديلة مثل القراءة، وإيقاف تفعيل الإشعارات، توعية الجمهور وخاصة الشباب بالتفاعل مع المواقع والصفحات التي تبث مبادئ الوازع الديني والعرف الإجتماعي وقيم الأخلاق والثقافة والأدب الرصين.

تعزيز الذائقة

ثامر الخفاجي: لاّبد من التأكيد بأن طرق مواجهة هذا التسطيح هي بتفعيل دور النخب بالتوجيه مع تعزيز الذائقة العامة عبر التعليم والنقد البنّاء، لتعود الكلمة لقيمتها وتأثيرها مع إعادة الاعتبار للمثقف الحقيقي كصوت ضمير، وتكثيف المحتوى الذي يُوقظ الأسئلة لا يُخدّرها، واستضافة كتّابًا للحوار الحيّ، تربط القارئ بسياقه الثقافي في تشجيع المحتوى المعرفي الأصيل.

غياب الرقابة الثقافية

علاء الوردي :تنطوي وجهة نظرنا بأن ظاهرة التسطيح في مواقع التواصل الاجتماعي ناتجة عن غياب الرقابة الثقافية وسرعة الاستهلاك، وتحول المنصات إلى ساحة للبحث عن التفاعل السريع على حساب العمق ، والمنصات صارت تعزز المحتوى المثير أو العابر، لا المفيد أو المُتقَن، وهذا يُضعف الذائقة العامة ويُهمّش الفكر الرصين ، ولمواجهة ذلك يجب دعم المحتوى العميق وتعزيز التربية الإعلامية ، وكذلك تشجيع القراء على التفاعل مع المحتوى الجاد.

مدينة الشهرة المزيفة

عباس العيد الموسوي : لست قلقًا ممن يفتح حساب بمواقع التواصل الأجتماعي يحاول من خلاله الدخول عبر باب التهريج أو التسطيح الفكري إلى مدينة الشهرة المزيفة من خلال نشر محتوى مثير أو غريب ، كون هذا النوع أصبح معروفًا من قبل الأعم الاغلب من المتابعين ، لكنني بحق قلق جدًا من أنظمة الذكاء الأصطناعي التي بدأت تستخدم من قبل جهال صناع الكلمة ، فقد يعمل هذا النظام على منافسة المثقفين والباحثين ويحول نتاجاتهم إلى معلومات عديمة الفائدة ، لأن ببساطة المنافس ذكي جدًا ، أما الحل للخلاص من الغبي السطحي الأول ، وكذلك الذكي الأصطناعي الثاني ، وهو تماديًا على الملكية الفكرية ، ولابد من إقامة دعوى قضائية رسمية لردع المخالفين.

إجراءات سريعة

ابراهيم قوريالي: حريَا بنا بأن نتخذ إجراءات رادعة وبقوة أمام السيل الجارف من منشورات يندر لها الجبين وأصحابها وجدوا فسحة من الحرية ، بحيث أصبحوا يجولون ويصولون فيها للأسف الشديد، أعتقد أن مقاطعتهم وإلغاء صداقتهم والتبليغ عنهم وحظرهم حلولاً لا بأس بها حاليًا وعسا أن تتخذ صنّاع القرار في شبكات التواصل الاجتماعي قرارًا يحضر هؤلاء المستهترين الذين لا يعترفون بحدود الأخلاق والاحترام.

وجود ثغرات

كريم كلش : لا مناص من القول بأن شبكات التواصل الاجتماعية لا تخضع دائمًا للشروط في النشر” تعني أن هناك بعض الحالات التي لا يتم فيها تطبيق شروط النشر على شبكات التواصل الأجتماعي بشكل صارم، مما قد يؤدي إلى نشر محتوى غير لائق أو غير دقيق ، ومع ذلك فإن هذا لا يعني أن شبكات التواصل الأجتماعي لا تضع أي شروط على الإطلاق في الواقع، هناك العديد من القواعد والمبادئ التوجيهية التي تحكم المحتوى المنشور على هذه المنصات، ولكن تطبيقها قد يختلف من منصة إلى أخرى، وقد يكون هناك بعض الثغرات التي تسمح بنشر محتوى غير مرغوب فيه ويجب هناك شروط حماية حقوق التأليف والنشر، وعلى الرغم من أن شبكات التواصل الأجتماعي قد لا تخضع دائمًا للشروط في النشر إلاّ أن الألتزام بالشروط مطلوب للحفاظ على مجتمع صحي وآمن.

سلاح ذو حدين

حسن الموسوي: بطبيعة الحال لا سلطة لأحد على المنشورات في شبكة التواصل الأجتماعي إلاّ التي تحذفها أو تقيدها الأدارة المشرفة عليها ، الموضوع برمته متروك للمتابع فعليه أنتقاء المنشورات التي تلائم ذائقته وهي كثيرة ، ولا يخفى على أحد ما لوسائل التواصل الأجتماعي من فائدة في النشر والترويج للأدباء ، وكذلك أصبح التواصل مع أصدقاء لنا في أي مكان في العالم من الأمور البسيطة جدًا فتبادل المعلومات والآراء يتم ببساطة مع من يسكن بعيدًا عنا آلاف الكيلومترات وهذه حالة صحية خصوصًا بعد التطور التكنلوجيا الهائل وأنحسار دور الصحف و المجلات.

عاجل !!