إن نظرنا الى ماحولنا بمنظار كبير سنجد عليها مايكروبات فتاكة كانت تنخر عقولنا وأوقاتنا، وإن حاولنا معرفة الأكثر برؤيتها بتلسكوب سنجد ما لا نتوقعه أو نفكر به وكيف يحاول العالم جعلنا ندور بحلقة مغلقة، كلما مشينا نعود لذات النقطة التي انطلقنا منها أو قد تكون حرارة الجو التي يفرضها علينا الصيف وأشياء اخرى تجعل من تلك الدائرة تسيح من أسفلها لنتراجع الى اكثر مما كنا عليه ونبقى نتمنى لو أن مسيرتنا كما كانت في بداية انطلاقتنا لكن لا يفيد شيء فالزمن لا يعود الى الوراء والساعة تسير إلى الأمام بمؤشر الثواني!! فكم مرة دارت مع دوراننا ولا نعلم، ونحتاج إلى فيثاغورس ليضرب عدد الساعات ويقسمها على الدقائق، فالثواني، وقد لا يخرج بنتيجة دقيقة، فقد تتيه عليه الأرقام وتعكر صفو عقله وإمكانيته في حل المسائل.
مسألتنا لا يحلها أحد حتى لو جئنا بتيمورلنك أو علاء الدين بمصباحه السحري أو حتى هولاكو!! قضيتنا تحل من هنا، بيننا نحن، ولا نحتاج إلى أساطيل وصواريخ عابرة للقارات وطائرات حربية، واسلحة سيأتي من هنا الحل، من أرواحنا التي بدأت تتسخ مما يحيط بها وبدأت الوانها تتغير فستصبح كلها أرواحا شريرة، وقد اصبح بعضها كذلك، وهي آخذة بالعدوى بسبب الرقعة الجغرافية. لكن بعضنا سوف يسارع إلى الحصول على مضاد أو ترياق جديد يحصن نفسه به ليبقى إنساناً آدمياً والبعض القليل لديه حصانة إلهية لا خوف عليهم من أي شيء، فهم محصنون ذاتياً ولهذا نلمس بعض الخير في أوج تطاير بكتيريا الفساد والفوضى، لكن خوفنا يكمن في الاعداد التي تنضوي مع الشر والتي لا يهمها الدم ولا الروح العراقية كما لا يهمها من نزح ومن مات ومن سبي!! فهمها جيوبها وبطونها فإن عمرت الجيوب غنت وان شبعت البطون نامت من دون حزن او هم، نتمنى ان نستيقظ من تلك الأحلام وأن نعود الى حياتنا الطبيعية بعيدا عن كل ما يجري الآن بكل نقاء وطيبة.