منذ إعلان رسوم كمركية مشددة في أبريل، ظنّ ترامب أن لعبة الضغط القصوى ستثمر عن “تسعين صفقة في تسعين يوماً”، لكن النتيجة حتى الآن صفقتان فقط، واتفاق مؤقت مع الصين خفف من لهب الحرب التجارية دون إطفائه. وبين التصعيد والتهدئة، عادت عبارة “نظرية تاكو” إلى السطح، حيث ربطت صحيفة “فايننشال تايمز” بين اضطرابات الأسواق وتراجعات ترامب، لتصبح هذه العبارة بمثابة مرآة للواقع الذي يخشاه البيت الأبيض.وتقنياً، لا تنكر إينو ماناك من مجلس العلاقات الدولية أن سيل الرسائل الذي بعث به ترامب إلى الاتحاد الأوروبي وكندا والبرازيل، كان رداً سياسياً أكثر منه اقتصادياً، محاولة لإثبات الجدية وتفنيد صورة المماطلة. غير أن التناقضات في خطاب الرئيس — من أن “لا تكلفة” ستقع على الأميركيين إلى إقراره بـ”كلفة قصيرة الأمد لأجل مكاسب بعيدة” — وضعت إدارته في زاوية سياسية خانقة، كما لاحظ وليام راينش من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.وتتزايد حدة الضغط مع اقتراب الأول من آب/أغسطس، الموعد الذي حوّله ترامب من مهلة إلى مسرحية اختبار. فالرسوم الجديدة على النحاس، ونتائج التحقيقات المرتقبة في أشباه الموصلات والأدوية، لا تبدو قرارات اقتصادية بقدر ما هي أدوات لتحويل الانتباه وإعادة تشكيل التوقعات.