في زوايا المستشفيات، حيث تختلط أنين المرضى بدعوات الأمل، تتكوَّنُ الحكايات التي لا تُروى على الشاشات، بل تُكتب بالرحمة والعمل والإصرار. من هناك، من قلب الممرات التي لا يعبرها سوى الصابرون، ولدت قناعة الدكتورة هناء جبار إسماعيل اللامي بأن الواجب الإنساني لا يُختزل بوصفةٍ طبيةٍ تُسلَّم لمريض، ولا يُختتم بإغلاق باب العيادة، بل يمتدُّ أبعد من ذلك ليصبح مشروع حياةٍ ووطن.
آمنت بأن الطبيب لا يُعالج الجسد فحسب، بل يحملُ وجع الناس في ضميره، ويسعى ليحوِّله إلى قرارٍ يُنفَّذ، وقانونٍ يُصحَّح، ونظامٍ يُنصِف. من هذا الإيمان، ومن جذور عائلةٍ وطنيةٍ عُرفت بالأصالة والشهامة والضيافة العربية، انطلقت الدكتورة هناء اللامي نحو مرحلةٍ جديدة من العطاء، مرحلةٍ تُترجم العمل الإنساني إلى عملٍ وطني وتشريعي يخدم الإنسان العراقي من الشمال إلى الجنوب.
لم يكن ترشحها للانتخابات القادمة بدافع النفوذ أو شغف السلطة، بل بدافعٍ أسمى، رغبةٍ في خدمة الوطن عبر بوابة التشريع، وإصلاح ما يمكن إصلاحه في القطاع الصحي وغيره من ميادين الحياة التي تمسّ المواطن بشكلٍ مباشر. فقد أثبتت تجربتها الطويلة في ميادين الطب أنّ الإنسان إذا حمل وجع الوطن، سيبحث عن الدواء في كل مجالٍ يستطيع الوصول إليه.
وترى الدكتورة اللامي أنّ البرلمان ليس مقعداً يُزيَّن بالخطابات، بل عيادةٌ كبرى للوطن، يُشخَّص فيها الداء وتُكتب فيها وصفة الشفاء: قوانين عادلة، وتشريعات تُنصف الفقير، ومشاريع تعيد للإنسان العراقي كرامته وأمنه الصحي والاجتماعي.
إنّ دعم الدكتورة هناء جبار إسماعيل اللامي اليوم هو دعمٌ للضمير الوطني، ووقفةٌ إلى جانب الطاقات العلمية والإنسانية التي يحملها العراق في أبنائه المخلصين. فوجودها تحت قبة البرلمان يعني أنَّ هناك قلبًا يعرف وجع المواطن، وعقلاً يُفكِّر بلغة الإصلاح، ويداً تمتدُّ بالعطاء والعمل.
ختاماً ، يبقى التصويت لها واجباً أخلاقياً ووطنيا. ، فالأوطان تُبنى بالعقول النزيهة والقلوب المؤمنة، وبسواعد المخلصين الذين جعلوا من مهنتهم رسالة، ومن الوطن مريضاً يسعون إلى شفائه بكل حب وإيمان..




