في خضم الأحداث التي تسود العالم اليوم وفي ظل مانراه من قمع لحرية الفكر وطمس لهويتنا القومية ومن تردي واضح وملموس لحياتنا الاجتماعية التي سادها القتل والتهجير وممارسات لم نرها على مدى التاريخ حيث طغى المحتوى الفاسد كهنج يحلو له التطبيل والتكريس لقواعده المتفشية كالنار في الهشيم عبر اجندات داعمة لغرض تلويث الموروث الديني والمعرفي العربي ذو الابعاد المنهجية الراسخة والتي باتت طي النسيان. لابد لنا من الاستذكار والعودة إلى وراء كنا نقف خلفه .فالكتابة في منحى ثورة عظيمة غيرت مجرى قوة الاستبداد والتكبر والطغيان ونحرت شوكة الفساد لابد أن يكون له منطلقا ايدلوجيا ومعرفيا بمجريات تلك الثورة فحينما استدل المستشرقون وعظماء العالم من حيثياتها ومواقفها الإنسانية واستعبر بها الادلاء على مكنوناتها لفتح شفرات الطغيان وكسر اوج انفته وكشفها للعالم لم يك ذلك من محض فراغ إنما جاء من ثوابت عظيمة لها غرسها القيم الذي بثته ثورة الإيثار بمعناه الحقيقي النابع من تأسيس واقعي لثوابت استنطقت وحركت الغياهب الراكدة تحت ابط الاستبداد الذي جاءت به الحركة الأموية الدامية الداعرة بمكنونها العفن في التدليس ومحاباة الرأي الآخر . لذا فإننا مطالبون كتدريسين قائمين على الهرم الأعلى من ايقاظ روح الفكرة التي نهض بها سيد الشهداء وسبط الرسول الأعظم وابن رجلا عظيما له مكانته العليا في العلم والمعرفة وسوح الوغى ابن رجلا كرار لا فرار وابن فاطمة بنت سيد الكون . الفكرة التي تلد كل لحظة مواقف من العطاء والهيبة والرفعة التي يجب علينا أن نتسلح بها لردع كل فعل فاحش لاينم عن تلك الثورة ومعطياتها التي رسخت كطود من النور الإلهي . فالحفاظ على الهوية الحسينية هو ثورة لاتقاس بزمن معين ومحدد إنما هي مسؤولية كبيرة تتوزع علينا في فعل الخير والدلالة إليه هي الإستمرار الحقيقي لمنابع تلك الثورة وعدم المساس بقدسيتها هي التي جعلت منا منبعا لمنابع الفكر .لذا فإن الحفاظ على تلك الثورة هو موروث لكل فرد يؤمن بأن الحسين رسالة ليس لفرد إنما للعالم