استفحل الصراع السياسي والانتخابي في العراق مع تصاعد التصريحات النارية بين كبار السياسيين، وارتفعت حدة المنافسة بعد شتم مسؤول سياسي معروف منافسه المسؤول الحكومي أمام نخبة من الإعلاميين، واصفاً إياه بـ”تربية نسوان”، وهو تعبير يحمل في المجتمع العراقي دلالات مهينة تُقلل من قيمة الرجل وتشكك في رجولته، خاصة إذا فقد والده منذ الصغر، ما يفتح المجال أمام استغلال الخلفيات الشخصية لأغراض سياسية. ومع أولى دقائق يوم الجمعة الثالث من تشرين الأول، تغيّر وجه بغداد تماماً. المدينة التي اعتادت سكون الليل تحولت فجأة إلى ساحة سباق مكتظة بالعجلات والرافعات والمصابيح المحمولة. آلاف الصور واللافتات اجتاحت الشوارع دفعة واحدة، وكأن العاصمة العراقية دخلت في ماراثون صوري لا يهدأ، كل متر فيها صار غنيمة انتخابية يتقاتل عليها المرشحون منذ لحظة الصفر لانطلاق الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية المقررة في 11 تشرين الثاني 2025.في شارع السعدون، تداخلت صور المرشحين حتى بدت الجدران كأنها لوحات فوضوية من الوجوه والشعارات. وفي الكرادة والباب الشرقي والمنصور، كانت الرافعات ترفع اللافتات بسرعة جنونية، فيما تتسابق سيارات الدفع الرباعي على حجز “المواقع الذهبية” قبل طلوع الفجر.