الكتيبة 55 ” التابعة لمعمر الضاوي تعد الأكثر نفوذاً في ورشفانة وشاركت في سلسلة من المواجهات العنيفة
استهدف الهجوم رتل تابع للكتيبة بإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة مجهولة ووقع الهجوم في منطقة المعمورة
عناصر الكتيبة ردّت على مصادر النيران بشكل مباشر ودارت اشتباكات استمرت قرابة نصف ساعة ما أسفر عن مقتل 12 من المسلحين المهاجمين
الاشتباك جاء نتيجة خلاف بين العائلتين تصاعد بشكل سريع إلى مواجهة دامية بالأسلحة النارية وسط حالة من التوتر والانتشار المسلح في محيط المنطقة
طرابلس / النهار
نجا قائد “الكتيبة 55” معمّر الضاوي من محاولة اغتيال بعد أن تعرض موكبه لهجوم مسلح في مدينة ورشفانة غرب طرابلس، وأدى لمقتل 12 شخصاً وإصابة آخرين، ما زاد من توتر الأوضاع الأمنية بالمنطقة دون تحديد المسؤولين عنه.
ووفقاً لمصادر محلية، استهدف الهجوم رتل تابع للكتيبة بإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة مجهولة، ووقع الهجوم في منطقة المعمورة، حيث نشبت اشتباكات مسلحة بين المهاجمين ومرافقي الضاوي، الذي لم يُصب بأذى خلال الحادث.
ويعتبر الضاوي أحد أبرز القادة العسكريين في غرب ليبيا، حيث يقود “الكتيبة 55” الناشطة في مناطق ورشفانة والزاوية، وتتبع لحكومة الوحدة الوطنية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، بينما تشهد المنطقة حالة توتر أمني متزايد وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات بين الميليشيات المتنافسة، وقد استنفرت “الكتيبة 55” قواتها للتأكد من تأمين المدينة وملاحقة المتورطين في الهجوم.
وتضع هذه التطورات منطقة ورشفانة مجدداً في قلب المعادلة الأمنية للعاصمة طرابلس، مع موجات التمدد والانكفاء للميليشيات، إذ تُقترن الإجراءات الأمنية المؤقتة بخطوات سياسية وهيكلية تعيد بناء السيطرة تحت مظلة الدولة.
وأكد مسؤول مكتب الإعلام بالكتيبة “55 مشاة”، محمد مسيب، وقوع محاولة لاغتيال آمر الكتيبة معمر الضاوي وأوضح مسيب في تصريح إلى موقع “بوابة الوسط” المحلي إن مسلحين هاجموا رتلا للكتبية 55 في منطقة المعمورة بورشفانة أثناء محاولتهم الوصول إلى مقر سكن آمر الكتيبة.
وقال إن عناصر الكتيبة ردّت على مصادر النيران بشكل مباشر، ودارت اشتباكات استمرت قرابة نصف ساعة، ما أسفر عن مقتل 12 من المسلحين المهاجمين دون تسجيل إي إصابات في صفوف عناصر الكتيبة. وأكد أن الوضع الآن مستقر والحياة عادت إلى طبيعتها في منطقة المعمورة.
يشار إلى أن ورشفانة شهدت في أواخر يوليو/تموز الماضي اشتباكات مسلحة أدت إلى مقتل أحد قادة التشكيلات المسلحة مع 5 من أفراد عائلته في مشاجرة عائلتي اللفع والهدوي بمنطقة أولاد عيسى.
وأوضحت المصادر أن الاشتباك أسفر عن مقتل رمزي اللفع آمر “السرية الثالثة” التابعة لوزارة الدفاع، وكل من حاتم ورضا اللفع، بالإضافة إلى علاء الهدوي، وعماد الهدوي، وعادل عمار الهدوي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الاشتباك جاء نتيجة خلاف بين العائلتين تصاعد بشكل سريع إلى مواجهة دامية بالأسلحة النارية، وسط حالة من التوتر والانتشار المسلح في محيط المنطقة.
ورمزي اللفع من مواليد سنة 1987، وينحدر من منطقة ورشفانة غربي طرابلس، وهو واحد من قادة الميليشيا المسلحة، وقاد خلال السنوات الماضية عدة مواجهات مسلحة خاصة خلال معارك طرابلس عام 2019.
ويعد اللفع أحد أبرز القادة المحليين المرتبطين بتوازنات القوة داخل العاصمة طرابلس وحزامها الجنوبي، فقد سبق له أن شارك في العملية الأمنية التي أطلقها رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، من خلال تشكيلات مسلحة ضد جهاز دعم الاستقرار في مايو/ أيار 2025 بمنطقة أبو سليم.
وعززت العملية التي أسفرت عن مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي من مكانة رمزي اللفع ضمن فئة الفاعلين المسلحين الذين يضطلعون بأدوار مزدوجة في ضبط الأمن والتسبب في اختلاله.
وتعكس هذه التحركات سعي أطراف محلية أو مدعومة خارجياً لإعادة ترسيم خريطة السيطرة، مستفيدة من فراغ القوة الذي خلّفه غياب “اللفع” عن المشهد.
وشهدت العلاقة بين مجموعة اللفع و”الكتيبة 55 ” التابعة لمعمر الضاوي، والتي تعد الأكثر نفوذاً في ورشفانة، سلسلة من المواجهات العنيفة، أبرزها في سبتمبر/ أيلول 2022 عندما اندلعت اشتباكات بمنطقة غوط أبو سابق، وفي يناير/ كانون الثاني 2023 عندما تعرّض منزل اللفع لهجوم مسلح نُسب حينها إلى “الكتيبة 55” وأسفر عن إصابات بين المدنيين والوافدين. وفق مواقع محلية.
وتأتي هذه التطورات في استمرار لموجة التوتر الأمني التي بدأت قبل أشهر قليلة ففي أيار/مايو الماضي، أسفرت اشتباكات عنيفة في طرابلس بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وفقا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأعلنت وزارة الداخلية في ليبيا وبعثة الأمم المتحدة أن مقرها الرئيسي في طرابلس استُهدف مساء الخميس بصاروخ سقط بالقرب منه من دون التسبب بخسائر بشرية أو أضرار.
ووفقًا لبيان بُثّ على منصة إكس، أُبلغت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالهجوم الصاروخي قرب مقرها خلال إحاطة الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا حنا تيته أمام مجلس الأمن.
كما أعلنت وزارة الداخلية في طرابلس خلال الليل أن “محاولة هجوم بصاروخ SPG أُحبطت بفضل يقظة الشرطة وقوات الأمن”.
ووصفت الوزارة الهجوم بأنه “سابقة خطيرة” وقالت إن الهجوم نُفذ “بالتزامن مع إحاطة الممثل الخاص”، معلنة أنها وضعت “خطة محكمة لتأمين مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والبعثات الدبلوماسية”.
وأصاب الصاروخ “منزلًا في بلدة جنزور (إحدى ضواحي طرابلس)، دون أن يُسبب أي أضرار”، وفقًا لبيان الداخلية التي أشارت إلى أنها ضبطت شاحنة صغيرة تحمل صاروخين آخرين ومنصة إطلاق.
وشهد محيط مقر بعثة الأمم المتحدة انتشاراً “غير مسبوق” لعناصر الأمن. وأشارت البعثة الأممية إلى أن “الجهات المعنية تعمل على تحديد هوية المشتبه بهم لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة”.
وأدانت حكومة الوفاق الوطني، ومقرها طرابلس وتعترف بها الأمم المتحدة، بأشد العبارات المحاولة الفاشلة لاستهداف مقر البعثة، وقالت إنها تُشكل عملاً خطيراً يهدف إلى تقويض الأمن والاستقرار والإضرار بعلاقات ليبيا مع المجتمع الدولي.
وجددت الحكومة التزامها ببناء قوات أمنية مهنية وموحدة، وإنهاء تشكيل الجماعات المسلحة غير الشرعية.
……………………….
أعلنت حكومة الوحدة الليبية إحباط محاولة لاستهداف مقر البعثة الأممية في طرابلس بصاروخ من نوع “أس بي جي”، واعتبرته “عملا خطيرا يسيء للعلاقة مع المجتمع الدولي” فيما يأتي ذلك بعد أيام عن حديثه على السيطرة الكاملة على الميليشيات المسلحة في طرابلس وسط تشكيك من قبل بعض المتابعين للشأن الليبي بينما يأتي ذلك وسط جهود أممية لإنهاء الانقسام.
وقالت الحكومة في بيان الجمعة “ندين بأشد العبارات المحاولة الفاشلة لاستهداف مقر بعثة الأمم المتحدة في ليبيا”، واعتبرت ذلك “عملا خطيرا يستهدف تقويض الأمن والاستقرار والإساءة لعلاقات ليبيا مع المجتمع الدولي”.
وأشادت بـ”الجهود التي قامت بها وزارة الداخلية وأجهزتها، حيث تمكنت بفضل يقظة عناصرها من رصد المحاولة والتعامل معها بسرعة، وضبط المركبة التي كانت مجهزة بصواريخ إضافية وقاعدة الإطلاق، وهو ما مكّن من إحباط المخطط”.
وشددت على أن “ملاحقة الجناة ومن يقف خلفهم مسؤولية لن تتهاون فيها، وستتم متابعتهم وتقديمهم للعدالة”.
وأكدت رفضها “القاطع لأي محاولات تحريض على العنف ممنهجة تستهدف بعثة الأمم المتحدة أو غيرها من البعثات الدولية”، مجددة التزامها بخطتها “الرامية إلى بناء مؤسسات أمنية مهنية وموحدة، وإنهاء مظاهر التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، بما يعزز استقرار الدولة وسيادة القانون”.
ويعتقد ان العملية محاولة لنقل رسالة الى البعثة الأممية التي تعمل على خارطة طريق لاجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وفي بيان ليل الخميس- الجمعة، قالت وزارة الداخلية “في سابقة خطيرة لاستهداف مقار البعثات الدولية والمقار الدبلوماسية، وتزامناً مع إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه، وضعت وزارة الداخلية خطة أمنية محكمة لتأمين مقر البعثة الأممية (بطرابلس) وكافة البعثات الدبلوماسية الأخرى، وذلك بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية”.
وأضافت أنه “بفضل يقظة رجال الشرطة والأمن، تم إحباط محاولة فاشلة لاستهداف مقر البعثة الأممية بصاروخ نوع SPG”.
وأفادت بأن الصاروخ أصاب أحد المنازل بمنطقة جنزور (شمال غرب ليبيا غرب العاصمة)، دون أن يسفر عن أضرار مشيرة إلى “ضبط مركبة نوع تويوتا كامري موديل 2003، عُثر بداخلها على صاروخين إضافيين، بالإضافة إلى قاعدة الإطلاق الخاصة بالصاروخ المستخدم”.
وأشارت الوزارة إلى أن الجهات المختصة تعمل على تحديد هوية المتهمين، وتجري حالياً التحقيقات وجمع المعلومات اللازمة لضبطهم وتقديمهم إلى العدالة.
وأكدت “التزامها الثابت بفرض الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وتأمين مقار البعثات والسفارات الدولية”، وأنها “لن تتهاون مع المجرمين والخارجين عن القانون”.
من جهتها أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام هانا تيتيه أمام مجلس الأمن، تلقيها تقارير تفيد بإطلاق صاروخ في محيط مجمعها.
جاء ذلك وفقا لبيان للبعثة نشرته على منصة شركة “إكس” ، ليل الخميس – الجمعة أكدت فيه “عدم تأثر المقر بالحادث”.
وأعربت البعثة عن تقديرها ليقظة السلطات الأمنية الليبية وإجراءاتها السريعة لإجراء تحقيق شامل في هذا الحادث وضمان استمرار أمن مقار الأمم المتحدة ، وأكدت التزامها الثابت بدعم جهود ليبيا نحو السلام والاستقرار وسيادة القانون.
وتأتي محاولة الاستهداف، بينما تقود البعثة الأممية منذ أعوام، جهودا تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، التي تحظى باعتراف دولي، ومقرها العاصمة طرابلس، والتي تدير منها كامل غرب البلاد.
والأخرى عينها مجلس النواب مطلع 2022 ويرأسها حاليا أسامة حماد ومقرها بنغازي التي تدير منها كامل الشرق ومعظم مدن الجنوب.
وقدمت المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا هانا تيتيه، الخميس، مقترح خارطة طريق لحل الأزمة تهدف إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلد العربي خلال إطار زمني أقصاه 18 شهرا وهي خطة تحتاج لموافقة مختلف القوى السياسية الليبية المؤثرة رغم حالة الانقسام المستشرية.
وقالت تيتيه، خلال إحاطتها أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا “أقترح خارطة طريق تعتمد على ثلاث ركائز رئيسية، أولا إعداد إطار انتخابي سليم من الناحية الفنية وقابل للتطبيق سياسيا يهدف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية” مضيفة أن الخارطة تشمل “توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة”.
وتابعت “ثالثا إجراء حوار مهيكل يتيح المشاركة الواسعة لليبيين، لمعالجة القضايا المهمة التي تحتاج للتعامل معها، حتى نعمل على إيجاد بيئة مواتية للانتخابات والتصدي لدوافع الصراع القائمة منذ زمن طويل، مع دعم الجهود على المدى القصير لتوحيد المؤسسات وتعزيز الحوكمة على القطاعات الرئيسية”.
وأوضحت أن “هذه الخطة ارتأيناها تدريجيا وكحزمة واحدة، وينبغي التركيز على إجراء عملية متسلسلة ذات مراحل، حيث تسهل كل خطوة تنفيذ خارطة الطريق بنجاح من أجل تنفيذ انتخابات وطنية عامة”.