ماذا نريد ؟ عبد الامير الماجدي

هيئة التحرير27 مايو 2025آخر تحديث :
ماذا نريد ؟ عبد الامير الماجدي

 عندما نضيع شيئاً نبحث عنه وقد نستغرق وقتاً طويلاً في عملية البحث المضني وربما نجده وربما لا، ولكن الاحتمالية الكبرى تقع في خانة الإمكان ونجده أو يجده غيرنا ويوصلونه لنا. الانترنت والكهرباء والماء والشعور بالامان ومساحة الحرية في التعبير واشياء حياتية مفقودة كثيرة لم نجدها إلا نتفاً او في اوقات محدودة. المشاكل المتاخمة لعقولنا بدأت بالاستيلاء على الجمجمة بشكل استعماري سافر ولم تجد من يخرجها من صندوق العالم السحري فراحت عيوننا تبحث في دهاليز الأقبية المهجورة لتخرج علينا فئران الدنيا وديدان الارض لتأكل ما تبقى من الادمغة الملقاة على سواحل الأماني. في زحام هذه الفوضى نجد في آخر المطاف أننا قد فقدنا أنفسنا من ضمن المفقودات الكثيرة السابقة ولهذا صرنا في عداد الموتى لأن المفقود ميت ولهذا فان اشباحنا هي التي تتكلم وتتألم وتصرخ وما يجيبها أحد. بعد اليأس من المحاولات للبحث عن مفقوداتنا رحنا نحسد الحيوانات على طريقة عيشها فالطعام متوفر كما هو السكن اما الطيور فلا احدثكم عنها فهي حرة طليقة رغم تعكر الاجواء. الكثير من الوقت ضاع والأماني والآمال وغيرها من الامور لم تعد بحاجة الى التفكير الذي يؤلم في الحقيقة ولهذا فالورم الفكري يطرحنا ارضا كل حين ولم يعد هناك من مجال للتفاوض في مسألة رجوع الوقت او تزويقه للجيل القادم فاللون الاسود يطغى على الالوان كافة ولهذا فلا مجال للسلامة إلا من نجح في السفر خارج تلك الدائرة ونفذ بجلده في بلاد اوربا . ان الذي يخلق اعداءه بنفسه فهذا احمق ولكن هذا ما يفعله البعض ممن يتوهمون بانهم قادة وليس لهم اي علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد فهم سبب ضياع الامل من النفوس واختفاء الحب من القلوب التي شبعت موتا في كل حين.

عاجل !!