شهدت طهران خلال الأيام الماضية حالة لافتة من التعبير الرمزي، بعدما غمرت شوارعها لوحات وشعارات حملت عبارات شكر للشعب العراقي، في مشهد بدا أقرب إلى خطاب دبلوماسي موجه من الشارع إلى الشارع، ومن المجتمع إلى المجتمع، يعكس ما بات يُعرف في القاموس السياسي بـ”الدبلوماسية الشعبية”. وأراد صانعو هذه اللوحات أن يوجهوا رسالة تتجاوز حدود الطقوس الدينية، إذ حملت الكلمات المختصرة “شكراً لشعب العراق” حمولة سياسية واجتماعية مكثفة، فبدت وكأنها تترجم اعترافاً إيرانياً بالوزن الشعبي العراقي في معادلة زيارة الأربعين، حيث احتضن العراقيون ملايين الزائرين القادمين من إيران ودول أخرى، في لحظة التقاء استثنائية بين السياسة والثقافة والدين.وحرص الإعلام الإيراني على إبراز هذه الخطوة باعتبارها استجابة مباشرة للتجربة الإنسانية التي عاشها الإيرانيون خلال مراسم الزيارة، لتصبح اللوحات أداة لتأطير هذه الضيافة في سردية رسمية، تؤكد أن العلاقة بين البلدين ليست فقط نتاج قرارات سياسية أو تفاهمات بين الحكومات، بل هي أيضاً ثمرة علاقة مجتمعية متجذرة، تنسجها الذاكرة المشتركة والمناسبات الدينية العابرة للحدود.