كفاح وتوت .. قلقي شاسع ..  صحراؤك ضيقة / عبد الهادي الزعر

هيئة التحرير15 يونيو 2025آخر تحديث :
كفاح وتوت .. قلقي شاسع ..  صحراؤك ضيقة / عبد الهادي الزعر

عشرون نصا شعريا بين العمود والتفعيلة حوت هذه المجموعة

( يقال فى اهاب كل شاعر — ناقدا مستتراً ) والنقد الحديث يتطلب ضرباً من التعاقد الضمنى بين المرسل والمرسل اليه ، ويبقى التراث

“نسغ الابداع ” لايستمد مقوماته من الماضى التليد حسب بل يضاف أثره على الحاضر المعاش –

الجيل الثانى بعد بدر والبياتى ونازك وبلند ( طوعوا ) بحور الشعر الخليلية وفق ماتشتهى انفسهم حيث انساقوا لمتطلبات عصرهم المزدحم بالمتناقضات والضاج بالاحداث ، فلم يعد الهزج والرجز والمجتث والمنسرح ظالتهم ، بل يمموا شطر المتقارب والكامل والرمل لكونها اكثر هدوءاً وأوسع استيعاباً –

(هذى الحياة مسالك ومهالك — والصابرون على الخطوب قلائل

جابوا قفار البيد بورك مدهم — فكم ارتوت للعاشقين قوافل ) ( ص 11 )

 العقدّين الستينى والسبعينى بالعراق قمة فى الحداثة ، بحيث اهتما بالإبداع فشملا الشعر والنقد والرواية والمسرح والسينما والموسيقى ، وقد ظهرت ذهنيات متوقدة شغلتنا بألقها ردحاً من الزمن ولازلنا نتذكرها بأحترام منقطع النظير ؛ فبعض الدارسين الأجلاء أعتبروا العقد السبعينى هو الأهم والحقيقة انه امتداد لما قبله !

فقد اطلع المثقف العراقى  بسرورٍ واريحيةٍ  على ابجديات الادب العالمى فقرأ بشغفٍ تام : ناظم حكمت ونيرودا  واّليوت والخيام والشعر الصوفى المتمثل بالحلاج وابن عربى كما استوعب الموشحات الاندلسية ، تلك المنصات  الناضجة   حفزت الشاعر العراقى الى افق الرؤيا الحديثة والزمته التنبؤ المقرون بفهم الواقع الصعب  –

كل الحروب عليك تترى — مادام شدوك مستمرا

مادمت للشرفات ترنو — وتمد للأحلام جسرا

هم ينثرون عليك رملا — يامن نثرت القلب تبرا      ( اّه عليك ص 26 )

كيف تطور الاسلوب الشعرى فى تراثنا النقدى العربى ؟

لازال الاصمعى ونظرته الاسلوبية قائمة منذ عشرة قرون خلت او تزيد لم تتوقف بل امتدت صعودا للقرن العشرين متمثلة بأبرز النقاد الحداثيين

طه حسين والعقاد والمازنى وجماعة ابولو ، وكيف كان يتعامل القدامى مع النصوص الشعرية كان نقدهم لايتعدى    الحدس والذوق والتبصر  

 اما المجددون فقد تعمقوا  بمنهجية وتقانة الحداثة  وحددوا نظرتهم من الانطباع الى الموضوعية –

لابد من الاعتراف بالجمال كبعد من ابعاد العمل الفنى  مهما يكن شعراً ام لوحة رسم ام قطعة موسيقى  ، يظهر ذلك جلياً من خلال الحوار بين الذات والموضوع –

هل يمكن فصل الحكم الاسلوبى المحض عن الحكم العام ؟

يتوقف الامر على ( الاثر الادبى ) او الصورة التى تتركها فى ذهن المتلقى ولها عوامل فاعلة مثل الوزن والمضمون والإيقاع –

( تحتاج ياهذا الى نظر حديد والبصيرة ثاقبة

تحتاج قلبا شاسعا يمتد جسرا للمحبة

يملأ الدنيا سواقى

تحتاج روحا تنشر الافراح والالوان

روحا لاهبة

تحتاج صبرا دائما تمضى به

مهما تمر كسيرة ايامك المتعاقبة ) ص 72

شاعرنا عراقى متجدد فنان وممثل ومشرف فنى كتب واخرج الكثير من المسرحيات والمسلسلات والاوبريتات ، اصدر العديد من المجموعات الشعرية –

 

عاجل !!