يبدو ان السيد ترامب لم يقرا التاريخ العراقي كما يجب او احد من مستشاريه لم يفهمه بان العراق كان اول امبراطورية بالعالم وكانت كل بلدات المعمورية منضوية تحت جناحيه وحتى ايام الدولة العباسية حينما مرت غيمة فوق بغداد ولم تمطر خاطبها هارون الرشيد قائلاً: أمطري أين ما شئتي فخراجك عائد إلي ) وهذا كله يجب ان تتذكره امريكا او غيرها وهي مطلعة جيدا على ماحدث لها بالعراق فهي تصر متغابية على مشروع الشرق الاوسط الجديد ودوما ماتحتار بوضع العراق مرة تجعله اقاليم وتقطع اوصالة وتبث خرائط مستقبل العراق بثلاثة كيانات واقاليم الاقليم السني والكردي واقليم الجنوب مع بقاء بغداد محايدة تدار بشكل فوضوي مجهول واليوم تظهر لنا خريطة جديدة لمشروع أمريكي جديد يؤسس “لدولة بلاد الشام” بقيادة سوريا يضم لبنان والعراق السني برعاية خليجية حيث تجاوزت كلمات المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، توماس باراك، حدود التحذير الدبلوماسي لتلامس مشروعا استراتيجيا كامنا، حين يقول إن “لبنان مهدد بالعودة إلى بلاد الشام” إذا لم يعالج “مخزونات حزب الله وستكون جارية عند الجولاني يحكمها ويداعب مفاتنها دون قيود وهذا التعبير الجيوسياسي المعقد يشير حيث يتم إعادة هندسة الدول وحدود النفوذ على أسس الولاء والاصطفاف الإقليمي، وليس على الجغرافيا أو السيادة.بعدما باتت في قبضة النظام السوري تقف عند عتبة التطبيع مع إسرائيل، وينأى عن إيران بإشراف تركي وخليجي ودعم أميركي غير معلن، يسعى إلى تجميع كيانات مأزومة تحت عباءة جديدة، تكون فيها الطوائف المتمردة تحت السيطرة، والسلاح الخارج عن الدولة في مرمى التسويات، والولاء مشروطا بمنظومة إقليمية تديرها العواصم الحليفة لواشنطن. و العراق مرشحا ليكون أول الخاسرين من هذه المعادلة حيث سيتم ضم الجزء الغربي منه المعروف بالاقليم السني سياسيا وشعبيا وكما ارادوه قياداته بهذا الشكل ويتم قطعه من جسد العراق ليتبقى منه جانب تم تسميته بعراق العجم اي ان مركز وشرق وجنوب العراق ضمنه وهكذا هي الخطط ماضية حول العراق يريدونه نفيه او تجزئته عسى ان يتسبب براحة للعالمين والله اعلم