في معراجِ العشقِ… الألهي /  نور البابلي

هيئة التحرير29 يونيو 2025آخر تحديث :
في معراجِ العشقِ… الألهي /  نور البابلي

في معراجِ العشقِ… الألهي

  نور البابلي

لم أكن أبحث عنكَ،

كنتَ تسكنني

كنَفَسٍ لا يُرى،

وكنبضٍ لا يُسمّى.

كنتَ في وجهي حين لا أراه،

وفي دمعتي قبل أن تهطل،

وفي جُرحي حين يشتدّ وجعُه،

كأنّكَ تهمس لي:

“أنا الألم، وأنا الشفاء، وأنا الذي لا يغيب.”

……………

أحببتُكَ

حين مزّقني الشوق،

وما عرفتُ إلى مَن أشتاق،

حين ظننتُ أن العتمةَ آخر النهايات،

فانفجرتَ في قلبي

كنجمةٍ تُضيء دربًا لا يُرى،

بلا خريطة، بلا صوت.

أحببتُكَ

حين لم يُخبرني أحدٌ أنّكَ تسكنني،

وأنّ الطريق إليكَ

يمرّ عبر دهاليز النفس،

لا عبر خرائط الأرض.

…………….

مَن أنت؟

وما هذا الذي صنعتَهُ بي؟

كنتُ حجرًا،

فنفختَ فيّ روحًا تشتاق،

كنتُ جسدًا،

فأوقدتَ فيَّ نارًا لا تحرق،

بل تُطهِّر.

كنتُ كلَّ شيءٍ إلّا ذاتي،

فجئتَ،

وسمّيتني باسمي المنسي:

عبدُ الحبّ.

…………………

لا طقوسَ لي في حضرتكَ،

ولا تراتيلَ محفوظة،

ولا كلماتٍ تُجيد مدحك…

كلّ ما أملكهُ:

روحٌ مذعورةٌ من الفقد،

وجسدٌ أنهكه البُعد،

وقلبٌ يتلو آياتكَ بلا لسان.

أنا الذي صمتُ عن العالم

لكي أُصغي لندائك

حين تقول لي في الغياب:

“عُد إليَّ… فأنا أقرب من وَهْمِكَ عني.”

……………….

يا كلَّ الأسماء،

ويا مَن لا يشبههُ اسم،

يا وجهَ الحضورِ الخفي،

ومعنى “أنا” حين أتجرّد من ذاتي…

علّمتني ألّا أطلب،

بل أن أكون.

ألّا أسأل عنك،

بل أن أذوب فيك.

ألّا أراك من بعيد،

بل من أعماقي،

من تلك الذرّة التي

خُلقتَ فيها بي.

…………………..

إن قلتُ: أحبّكَ،

فذاك اختزالٌ مؤلم.

وإن صرختُ: إنّي لكَ،

فذاك إعلانٌ ناقص.

أما الحقيقة؟

فإني ما عدتُ أُفرّق بين “أنا” و”أنت”،

ولا بين دمعي ونورك،

ولا بين قلبي وذكرك.

أنا فيكَ،

وفيكَ وحدكَ

تبدأ الحكاية… وتنتهي.

………………………

علّمني كيف أفنى أكثر،

وكيف أذوب حتى لا يبقى منّي

سوى صدى يتردّد:

“هو… هو… هو…”

دعني أموت بك حيًّا،

وأُبعث بك نورًا،

يسيرُ على الأرواح

ويدعوهم لما دعوتني إليه:

حيث لا خوف، ولا حدود، ولا حُجب…

فقط،

حبٌّ خالص… إليكَ.

عاجل !!