عملية معاكسة تماما ولعل القارئ يدخل في حيرة من أمره فالأمور ليست كما هي عليه بالمرة فكيف يكون الشجاع جبانا والشريف فاسدا هذا هو زمن التفاهة بعينه التي لا ترى شيئا البتة فقد جرى تدجين كل شيء وأصبح غول الرأسمالية المصبوغة بدين الغرب مثابة لمعظم أهل الأرض فمن يدافع عن فكرة ضد هذه الرأسمالية الغربية ومن يلهث وراءها يكون عندها جبانا وأي شريف ينتقد هذه الرأسمالية المتغولة ويكشف زيفها وزيف وخداع من يمارسها علما أو جهلا فهو سيكون بالتأكيد فاسدا شريرا وخارجا عن القانون .
هنا في العراق يحصل هذا الشيء فمن يدافع عن أرض هذا الشعب وعن مياهه فهو آثم فقد بيعت الضمائر واقتسمت الغنائم واصبحت الرعية بلا راع ولا قائد حكيم عادل ووطني.
تم اكل رأس العراق بعد اقتلاعه وطعن خواصر العراق مائيا وجغرافيا وتاريخيا وتم قضم أسفله باوحش ما يكون فكيف سيطير العقاب العراقي بعد كل هذه الامور ؟
كيف للمواطن ان يثق برؤساء الكتل ومن لف لفهم ؟
كيف يثق العراقي بمن باع كل شيء من اجل الكرسي والمنصب ؟
الجرائم ارتفعت والفساد صار كيانا حقيقيا يمشي وياكل ويشرب امام العالم أما الشرف والمبدأ وغيرهما فقد أصبحا سلعة قديمة توضع على رفوف المتاحف لغرض تاريخي فقط ولم تعد معاني الشرف صالحة للإستعمال في عصرنا الراهن.
فليخفي الشريف شرفه والشجاع شجاعته حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية وربما يتعرض صاحبها للاستهزاء .
