صرّح رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد، في مشهد يليق بالكوميديا السوداء أكثر مما يليق برجل دولة، بأن أزمة المياه سببها كثرة “الحنفيات”! وكأن نهر دجلة جفّ لأن العراقيين يفتحون صنابيرهم، لا لأن الساسة أضاعوا الحصة المائية بين الإهمال والصفقات، وعدم التأسيس للمشاريع.وحين يجلس رئيس على كرسي وُهب له بأمر سياسي فلا مفر من ان العراقيين يلومون أنفسهم على الحظ الأسود.ويا للفضيحة حين يحوّل هذا الرئيس أزمة العطِش إلى طرفة رخيصة، متناسيًا أن العراقي يجرّ الغبار إلى صدره كل يوم بدل الماء، وأن نساء في الأرياف يقطعن الكيلومترات ليملأن جرّة بلاستيكية من بئر مالح. فأي حنفية هذه التي يريد الرئيس مصادرتها.ويا للسخرية حين ينفصل السياسي عن الواقع فيعيش في قصره بين لوحات فنية وحدائق مسوّرة، بينما يطالب الناس بترشيد “الحنفيات”.ومنطقي تمامًا، أنّ من ينشغل بصفقات الطباعة وصرف الملايين على حساب الجائعين لن يرى في أزمة المياه سوى “حنفية”.