يا أنت
يا مَن تَسكنُ في نبرةِ اسمي
وفي آخرِ حرفٍ يخرج من روحي
كأنّك الصدى الوحيد
الذي يصرّ أن يعود إليّ
حتى لو دفعتُ بصوتي بعيدًا
أعاتبُكَ
لا لأنك أخطأت
بل لأن قلبي حين يُحبّ
يصيرُ خائفًا
يصيرُ طفلًا يختبئ في حضن السؤال
لماذا تبتعد
ولماذا حين أحتاجك
أجدُ فراغًا يربّتُ على كتفي
بدل يدك
أعاتبك لأنني أحبك
ولأنّ الحب حين يفيض
يفيضُ أولًا في الجرح
قبل أن يفيض في الكلام
وكلما حاولتُ أن أُخبّئ رعشتي
تفضحها عيناي
وكلما ادّعيتُ الصبر
انكشف خوفي عليك
يا أنت
كيف استطعتَ أن تعبرني
كأنني طريق مفتوح
ثم تتركني واقفة
أستجوب الريح عن خطواتك
كيف كان بوسعك أن تعرف وجعي
وتنام
وكيف استطاع شوقي أن يسهر وحده
دون أن يوقظكَ؟
أعاتبك
لكنّي ما زلتُ أختارك
في كل مرّة ينكسر فيها قلبي
وما زلتُ أمدّ يدي نحوك
حتى وإن كانت روحك بعيدة
فلا شيء يُشبه دفئك
ولا أحد يشبهك
ولا أحد يمحوك
يا أنت
إنني لا أريدُ أكثر من قلبٍ يجيب.
لا أريد وعدًا كبيرًا
ولا حديثًا مُنمّقًا
ولا سماءً تفتح نجومها لأجلنا
كل ما أريده هو صدقُ لحظة
ويدٌ تشدّ يدي
حين أقول
تعبتُ تعال
وكتف يقتسم معي
سؤال الليل
أعاتبك لأنني أشتاق
ولأن الشوق إن لم يجدك
يصيرُ خيبةً
ويصيرُ بردًا
ويصيرُ شيئًا يشبه الموت الخفيف
الذي لا يُفهم ولا يُقال
يا أنت
افهمني قليلًا.
أنا لستُ غاضبة
أنا فقط أحتاجُ أن أراك
حين تسقط دموعي
أحتاجُ أن أسمع صوتك
حين يتكسّر بي اليوم
أحتاج أن أعرف أنك تُمسكني
من حافة الانطفاء
كما أمسكتُكَ من قبل
من حافة حزنك
أعاتبك
لكنّي أحبك أكثر
مما يبدو
وأشتاقك أكثر
مما أُظهر
وأخاف عليك
أكثر مما تحتمل الكلمات
فإن جئتَ
سأسحب الليل من كتفي
وأضعه تحت قدميك.
وسأقول لك
تعال
لنبدأ من جديد،
فالعتاب ليس نهاية
إنه الطريقة الوحيدة
التي يعرف بها الحب
كيف يطلب البقاء




