عبد عون الروضان / عبد الهادي الزعر

هيئة التحرير19 يوليو 2025آخر تحديث :
عبد عون الروضان / عبد الهادي الزعر

اقف باحترام قبالة هذا الميساني العصامي المبدع الذى حول الخاص الذى عاناه شخصيا الى عام ميسر للمتلقى  ، من خلال مسيرته الادبية الثرة –

لم يترك فجوة إلا ولجها ( بمشقة وعناء ) ابتدأها معلما يجوب البلدات والنواحى القصية  فى الاهوار وسواها ، حتى اذا احيل على التقاعد شغلته المعرفة وعالمها الشائك  فراح يصور معاناة بنى جلدته فى جماليات سردية مميزة : بيت فى مواجهة الشمس — ربيع فى صيف ساخن — النجوم لاترحل بعيدا – قفص من فضاء — زائية الوجد — ليلة هادئة فوق سطح الماء –كل عناوين قصصه ومروياته ذات علاقة وثيقة بالامكنة والطبيعة وميسان وأهوارها وطرق مواصلاتها  وناسها الطيبون – والروضان سارد متعدد المواهب طرق اساليب الفنتازيا كمدخل رحب ثم جاس الغرائبى والسحرى والتراجيدى وله محمولات اخرى كالوجودى والكاريكاتيرى والتاريخى – اعاد الروضان انتاج الامكنة والناس والاحداث التى خبرها عن قرب و طيب خاطر خازناً اولوياتها فى مخيلته الواسعة ، وبعد ان هدأ روعه واستقر ؛ جمع الشتاة المتناثر باساليب جمة معتمداً على القراءة والسماع والتلقى ثم الحلم المخبأ فى اللاوعى المتكأ على الثقافة والادراك ، ولولاها لما عرفناه مميزاً – زائية الوجد : عبارة عن رثائية جسدت الفقد والفراق والخسارات الجسيمة التى سببتها الحروب المجنونة بالاخص رحيل ولده زيدون ، فقد حول المأساة الرتيبة الى مدارج من الوجد و العشق الصوفي مخففاً غلواءها الثقيلة على المتلقى ؛ حتى لا تكون بكائية مبتذلة – حرص الروضان فى مجمل حكاياته على الحبكة وبنية الفقرات السردية بمعمارية دقيقة يشوبها الحزن والشجن وقليل من الامل ! وله القابلية الاكيدة على الترجمة من اللغتين الانكليزية والفرنسية كما اجاد العربية التى احبها وفهم متونها – رحم الله القاص والمترجم الميساني عبد عون الروضان .

عاجل !!