سفينة نوح!! / عبد الامير الماجدي

هيئة التحرير4 يونيو 2025آخر تحديث :
الماجديد

تتطاير حولنا ملايين الشوائب وكأنها تريد أن تملأ أرواحنا بها لتدمنها وتجعل حياتنا مجردة من الفرح وكل ما يملؤها حزناً ودموعاً وأسفاً، فلنحاول التمحيص بما الذي يري لنا ونحاول وضعه تحت مكبرة أو مجهر لذهولنا مما مر بنا وأصابنا، فقد نجد بكتيريا لم يألفها العالم من قبل وشوائب نحتار بطريقة تصفيتها، فهي تترسب على مجرى حياتنا وشيئاً فشيئاً تسد عنقنا الى ان ينقطع عنا الهواء والماء والغذاء فنصبح كعصف مأكول، فقد أصبح العراق كسفينة نوح، فيها الأنبياء والقردة والأفاعي وحتى الحمير، ودوماً مانجد طوال وجودنا بهذا العالم أن عدد الأنبياء يكون بسيطاً أو لا يتعدى الأصابع في كل زمان، فكذلك الآن، فالطيبون قلائل، وقد نحتاج الى تلك المكبرات أيضاً للبحث عنهم في خضم الأوضاع التي تتراكم فوق رؤوسنا والتي كانت سبباً في تراجع مستوانا العقلي والنفسي وحتى البدني وساعدت في نمو الغباء والترهل فينا، ولو فكريا قليلاً في وضع الانبياء حتى ان لم نكن قد رأينا صورة أحدهم فإننا دوما ما يخيل لنا او نرسم صورة نبي ممشوق الجسم نحيف تعتليه جاذبية شديدة ولم يتخيل لنا يوما ان الانبياء كانوا من اصحاب الكروش او الاعناق الغليظة، ولم يخيل لنا ان وجوههم مليئة باللحم الذي يتدلى الى رقابهم بترهل، لكننا نتخيل ان بطون الكافرين تكون ممتلئة ومنتفخة وهم دوماً أغلاظ شكلاً وقلبا وقد نجد في سفينة العراق الحالية ما يثير العجب، قد ابتلانا الله ونوح بها، ففيها الخونة وهم يختبئون تحت غطاء دبلوماسي، والسراق وهم يلتحفون بلحاف الساسة، ومتآمرون وهم يلبسون جلباب الدولة، ومرتزقة في بدلات أنيقة ينامون مع أصحاب الدار والشعب كله لا يستطيع ان يفعل شيئا، والانبياء قلائل يحاولون جاهدين أن ينشروا رسالاتهم التي قد لا تصل الى الجميع، فمتى نؤمن او نسلم على يد العراق الذي سيأخذنا الى جنة عرضها السماوات والارض أعدت للمساكين،

عاجل !!