زراعة الصور | عبد الامير الماجدي

هيئة التحريرمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
عبد الامير

لا تزرعوا شوارعنا وساحاتنا بالصور والشعارات والإعلانات الانتخابية فالعراق ليس بحاجة لها ولا لصوركم ولا لشعاراتكم الرتيبة التي تود أن تكون رنانة لكنا تفشل مع صرخة يتيم وتتلاشى مع دمعة أرملة وحيرة شيخ لم يجد دواءه في مستشفياتنا وحسرة عجوز تنتظر ولدها أن يعود للبيت حيث تأخر على غير عادته.لا نريد صوركم فهي تذكرنا بالفساد وتعلمنا كم حجم الإنفاق الذي لا نعرف مصادر أغلبه والذي يكفي لسد رمق آلاف الأسر الفقيرة والذي يكفي لتحقيق حلم آلاف الشباب الذين تمزقت مؤخرات بناطيلهم من جلسة أركان الأزقة، بل يكفي أن نبني ناطحة سحاب حتى إن كانت واحدة بسواعد وطنية لنفخر بأن لدينا ناطحة حتى إن كانت لا تشبه نطحات الثور الأمريكي.مللنا النظر لوجوه احمرت مما أكلت، وانتفخت خدودها لتبرز بلون مختلف عن لون أصابع الأرجل التي قد تعطر بعد كل غسلة برغم وجود مواد التعقيم وحفاة يجوبون القمامة ويبحثون عن قنان فارغة عسى أن توفر مئات منها كيلوغراماً من الطماطم المنفوخة بكيمياوي الزرع أو ليشتروا بها عدساً ورغيف خبز.لا نريد صوركم لأنها تجعل شوارعنا تعيش حالة فوضى وقد يصيبها بعض الفساد فيتقافز بعض الحصي لتترك ثلمة في حافة الشارع أو قد ينتفض الاسفلت ليعزل نفسه متكبراً عن بقية المواد كونه صاحب الفضل في التماسك ولونه يعطي للشارع قيمة معنوية. لا نريد صوركم لأننا نحتاج إلى أرض بعيدة عن طائفية القوائم وتعدد الأحزاب، إنما لزرعتها بالقمح لإشباع الجياع والمساكين، نريد أن نرى الادوية تملأ المستشفيات ولا نحتاج إلى صيدليات بأدوية من مناشئ مجهولة قد لا تؤدي الغرض نفسه، نريد أن نرى تقاطعات الشوارع فارغة من المتسولين الذين يتزايدون يوماً بعد يوم، وسيأتي الدور علينا وعلى آخرين ليمدوا أيديهم إن بقيت صوركم بهذه الشراهة وهذا البذخ.لا نريد أحزابكم، لا الجديدة ولا القديمة، فالقديمة ذاتها سلخت وجوهها لتلبس وجوهاً جديدة بربطات عنق وبدلات بعد أن كانت ازياء اخرى هي الغالبة و شكلها العام الأغلب، تخلى عن الكثير ليميل إلى التمدن ويحاول إبعاد مرشحيه ونفسه عن الدوامة التي ملئت بتقرحات وسواد ولم تتبق اي نقاط بيضاء نراها، انهزموا كلهم ليتوسلو المواطن وليغروه ويرشوه لأجل صوته أن يكون لهم وهكذا فلنا الغلبة اليوم وللفقير سطوته فجعلكم تذهبون له خاضعين متوسلين به تبحثون عما يغريه لكن الجميع عرف ان لمعانكم كان كاذباً وقد زال بتلك السنوات الأربع وأصبحتم من دون لون أو حتى طعم، وهذا الانتصار للمواطن يجب أن تتذكروه وتعرفوا كيف تجرونه اليكم من دون التوسل والرشى.

عاجل !!