للسياسة أبواب كثيرة وجوهها تخفي الكثير عما خلفها فالظاهر أن السياسيين يتناحرون ويتقاتلون وهمهم حماية امن ومصالح الناس اما الباطن وما تخفيه تلك الأبواب السياسية فهي عبارة عن تقاسم الغنائم بين المتناحرين ظاهريا والمتصالحين باطنيا.
السياسة اكلة دسمة تغني السياسي وعائلته ومحبيه وأقاربه وأصدقائه أما الحق فصاحبه فقير دائما ولهذا تجد ملايين السياسيين وعلى مدى العصور أغنياء والشعوب دائما في حالة فقر مدقع .
الحق كالدين لا يتلاءم مع السياسة التي تعني الكذب والخداع والمناورة بل وحتى القتل وتشويه صورة الخصم وتسقيطه امام الناس.
العراق مثال واضح جدا وصريح للغاية على ما أسلفنا من القول فالغني يكون ابنه غنيا ويحمل في جيناته صفات وراثية تجعله ارستقراطيا منذ لحظة ولادته أما حديثي النعمة فحدث ولا حراجة في ذلك.
العاصمة هي اصمة الموت والفقر ونقص المياه والكهرباء وهي مدينة للموت وللامراض النفسية اما بقية المحافظات فليست باحسن حظا من العاصمة المنهوكة.
شمال العراق يعيش في مراحل متباينة وهو أسرع الى التلاشي منه إلى الاستمرار فالأمور التي بدأت تسوء أوضحت عن ملامحها وبانت مشاهدها النهائية التي ستقضي على الجميع.
علميا العراق الآن هو كائن ميت ولا مجال للمزايدة على ذلك فالحق يقال وإن كان على انفسنا ، بلد لا حول له ولا قوة وهو عبارة عن مجاميع بشرية غير متجانسة والفتنة تنتظر شرارة صغيرة لتحرق كل شيء والحرب على الأبواب فماذا يريد السياسي؟